الهامة جدا -صالحي في بغداد؟؟ ما الهدف؟؟ واي ملف سيناقش؟؟

الكاتب: صافي الياسري
كانت الى ما قبل اسابيع قليلة، كل المؤشرات تؤكد ان وزير الخارجية الايراني سيتوجه الى بغداد قريبًا، وتاتي هذه الزيارة اثر زيارة الثلاثي ابراهيم الجعفري وعادل عبد المهدي واحمد الجلبي، وتتعلق بموضوعاتها، وهم رؤوس التنين الشيعي او اركان البيت الشيعي، والتحالف الوطني الحاكم، واكدنا في تحليلاتنا لتلك الزيارة الثلاثية، واختصاص لاريجاني المسؤول الايراني عن الملف العراقي بمحاورة اعضائها، كلاً على انفراد، ان الثلاثة انما ذهبوا لتلقي التعليمات او الارادة الايرانية في التعامل مع الطلب الاميركي بتمديد بقاء عدد من القوات الاميركية بعد الموعد المحدد لها بحسب الاتفاقية الامنية الموقعة بين العراق واميركا، والذي سيحل نهاية العام الحالي _ نرجو الربط هنا بين هذا الموعد والموعد الذي حدده الناطق باسم الحكومة العراقية وعدد من المسؤولين العراقيين وعملاء النظام الايراني المحليين الذين شاركوا في النقر على نفس الدف وحددوا نهاية العام الحالي ايضًا موعدا لاغلاق مخيم اشرف وترحيل الاشرفيين خارج العراق - واكدنا ان الوفد الثلاثي الذي وصل طهران اثر زيارة عدد من المسؤولين الاميركان الذين قابلوا ابراهيم الجعفري وحملوه رسالة الى لاريجاني، انما ذهب باوامر اميركية واستدعاء ايراني لتحديد ثمن موافقة او صمت ايران على ذلك التمديد، وحددنا الثمن بانه راس (اشرف) مخيم اللاجئين الايرانيين في العراق، الذي لم تكن قد مرت الا ايام قلائل على ارتكاب قوات الحكومة العراقية مجزرة دموية فيه راح ضحيتها 35 لاجئاً ايرانيًا اعزلا!! وهي العربون او المقدمة للثمن المطلوب ايرانيًا، وقد اكد شكوكنا تلك موقف القوات الاميركية التي امتنعت لحظة المجزرة عن التدخل وحماية الاشرفيين، على رغم ان الاميركان لديهم وثائق موقعه من الحكومة العراقية تؤكد على عدم استخدام العنف ضد الاشرفيين ومعاملتهم معاملة انسانية،الا انهم اثبتوا كما هو موقفهم حيال مجزرة تموز عام 2009 انهم لا يحترمون تعهداتم، بل امتنع الاميركان ايضًا عن نقل الجرحى الى المستشفى الاميركي في بلد، مع علم و ادراك القوات الاميركية وقياداتها حراجة وضع جرحى اشرف الذين استشهد عدد منهم بسبب مضاعفات الاصابات وعدم الحصول على العلاج المبكر، وهو دليل لا يقبل الجدل على وجود صفقة اميركية ايرانية عراقية، محلها التمديد للقوات الاميركية، مقابل الثمن الذي ذكرنا.
ما يؤكد هذا بقوة ايضا تزامن زيارة صالحي مع زيارة السيناتور الاميركي ماك كين، وبرنامجها المقتصر على التداول بشان تمديد بقاء القوات الاميركية في العراق .
كذلك فان الفرقعة الاعلامية التي فجرتها لايام متلاحقة وسائل الاعلام الايرانية حول اتفاقية تبادل المطلوبين التي وقعها وزير العدل العراقي مع النظام الايراني، والتي موهت على اهدافها الحقيقية واومات الى انها تخص عناصر منظمة مجاهدي خلق في اشرف، في جهد حربي نفسي ضد سكان المخيم الذين لم تنطل عليهم اللعبة، فالاتفاقية تخص المطلوبين جنائياً لا سياسيًا، كما ان الاشرفيين محميون دوليًا بموجب معاهدة جنيف الرابعة، ووجود وزير خارجية ايران هذه الايام في بغداد، هو كما جرت العادة ياتي على نفس سياق متبع منذ الاحتلال الاميركي والتغلغل الايراني في العراق، فكلما زار مسؤول اميركي العراق لحقه مسؤول ايراني والعكس صحيح، لتبادل التتميم على المواقع والنفوذ والمشاريع وعدم السماح لطرف بغبن الاخر! كذلك تاتي هذه الزيارة، لابلاغ الحكومة العراقية، بالموقف الايراني من توقيع التمديد، مقابل مشروع دموي جديد وصفحات جريمة متممة ضد الاشرفيين، بتوقيع خامنئي، ونحسب ان عملاء ايران المحليين كشفوا مسبقا ورقة وزير الخارجية الايرانية التي يحملها للحكومة العراقية، والتي تنص ان ثمن موافقة ايران على التمديد الاميركي تتطلب، عدم الموافقة الا على خيار من ثلاث خيارات، تسليم الاشرفيين للحكومة الايرانية، ابادتهم جماعيًا، طردهم خارج العراق في اضعف الايمان؟؟
وسوف يكون الحديث المعلن، هو مناقشة العلاقات الثنائية، والسبل الكفيلة بحل المشكلات العالقة بين البلدين، كما يحدث كل مرة حين يزور مسؤول ايراني بغداد!! وهي تصريحات بروتوكولية فارغة الهدف منها ذر الرماد في العيون والتعمية على الاهداف الحقيقية من الزيارة، ما يؤكد ذلك ايضًا زيارة صالحي السابقة برفقة السفير الايراني الاسبق لبغداد وبمرافقة عدد من كبار قادة قوة القدس الارهابية، التي سبقت جريمة مجزرة 8 نيسان بمدة وتم فيها وضع خطط الجريمة، التي يتشكك كثير من المتابعين ان عددًا من ضباط قوة القدس شاركوا فيها. على اية حال لسنا ضد تبادل الزيارات بين مسؤولي بلدان العالم مع العراق، فالعراق ليس جزيرة معزولة لا رابط لها ولا علاقات بالعالم المتحضر، لكننا نرى انها انما تتم على حساب الانتماء العراقي للوطن العربي، حيث تجري محاولات حثيثة لعزل العراق عن محيطه العربي والانفتاح على النظام الايراني، توافقا وسياسة نظام ولاية الفقيه الشوفينية الاستحواذية، للانفراد بالعراق الضعيف، ونحن ايضًا ضد ان تكون مثل هذه الزيارت مناسبات لتبادل الافكار والمساومات على خطط اجرامية، ولتنفيذ مشاريع سياسية ثمنها الدم، انها تجارة محرمة لا يرتضيها انسان يملك ذرة من المشاعر الانسانية، والفكر المتطلع للحرية والاستقلال واحترام الآخر ومبدا الحوار السلمي والاقناع في حل الخلافات، وليس لغة النار والحديد والقسر والمجازر والجريمة والابادة الجماعية.