رسالة الى بشار الاسد

رسالة الى بشار الاسد

قرأت في كتاب التاريخ في الثانوية العامة جملة لم استطع نسيانها على مر السنين , وكانت تلك الجملة تتحدث عن عدم تمكن الوطنيين من نشر الافكار الوطنية في سوريا ولبنان بسبب ( اشتداد قبضة الجاسوسية ) لجمال باشا السفاح , ونحن الان نعيش في حالة خطيرة من اشتداد قبضة النظام السوري على المواطنين وعلى الحريات بشكل عام , كان هدف جمال باشا السفاح هو بقاء السلطان التركي على عرشة ,ونحن الان , هدف الاجهزة الامنية والجيش وسلاح الجو السوري هو ابقاء شخص واحد على راس السلطة بغض النظر عن اوضاع الشعب او آرائهم .

وكنت اقرأ في ذلك الكتاب عن الاستبداد ووضع الشعب العربي بشكل عام والشعب السوري بشكل خاص , وتوارد الى ذهني حينها بان هذا الاستبداد مطبق على شعبنا في الوقت الحاضر , وكان الوطنيين في ذلك التاريخ يوصفون بانهم خونه , لانهم يريدون رفع الظلم والاستبداد والاحتلال عن بلادهم , ونحن الان في سوريا , يوصف أي شخص بالخيانة والعمالة لإسرائيل اذا ما فكر بقول كلمة حق في وجه النظام .

ان الوضع المعيشي في سوريا محزن , الفقر يسيطر على نسبة كبيرة من السكان , البطالة حدث ولا حرج , الامراض يعجز اطباء سوريا عن علاجها , التعليم اصبح متوفر فقط للطبقة الثرية , اما الفقراء فعليهم ان يعملوا كي يدفعوا للمسؤولين , الاسعار في ارتفاع كبير , الدعارة تنتشر بنسبة كبيرة بسبب عجز الكثير من العائلات عن تامين قوت يومها , والدعارة تدر الكثير من الاموال التي تسد حاجة هذه العائلات فلذلك لجئوا اليها .
اما الاعتقالات والاختفاء القسري والتعذيب فإنها لا تفرق بين الشيخ الكبير ولا الطفل الصغير , ولا توجد اسباب لتلك الاعتقالات سوى ارهاب الشعب كي لا يتفوه بكلمة .

اما الريف السوري , مع العلم ان 60% من الشعب السوري يعيش في الأرياف , يمر بمأساة , لان الآلاف من العوائل هاجرت للبحث عن عمل بالمعامل او المزارع او التوجه الى لبنان للعمل كعمال عاديين , ويتعرضون لأوضاع معيشية مزرية, ويعيشون بذل .

النظام السوري يشد قبضته على الشعب بكل قوة , من دون رحمة او شفقة , وأهدافه باتت واضحة ومهينة , وانه الان يعد العدة من اجل مواجهة أي انتفاضة شعبية قد تندلع .

اخبرني صديق بأن حزب البعث دعا جميع اعضائه – الذين يقدر عددهم بخمس ملايين عضو – الى اجتماع طارئ , ووجه اليهم تعليمات بخصوص الوضع الراهن وهو قمع أي محاولة شعبية سلمية للتعبير عن اوضاعهم او لتحسين ظروفهم المعيشية , كما قام بتوزيع اسلحة على جميع أعضائه في خطوة دل على نية النظام لأرتكاب مجزرة بحق دعاة الحرية , كما طلب منهم المناوبة في جميع المراكز الحزبية والشعب , لأي طارئ !!!.
اذا كان النظام السوري يدعي العلمانية فهو ليس علماني , لان العلمانية تتطلع الى رفع المستوى المعيشي للشعب كي يعيش في كرامة وعز .

واذا كان يدعي التحرر والمواجهة والتصدي فهذا زيف لان افعاله تنافي ذلك , اما الايديولوجيات التي يتخذها هذا النظام لا تتبع لأي تصنيف .

واذا عدنا قليلا الى الوراء , فان جميع زعماء الدول ورؤسائها ناضلوا من اجل رفع كرامة شعوبهم وعزتهم والاحساس بالمسؤولية تجاههم , على سبيل المثال , حاول هتلر اعادة الكرامة للشعب الالماني بعد ان سلبت منه في الحرب العالمية الاولى – وانا لست بصدد الاعجاب به ولكن للتذكير – واستعادة النمسا التي كان يعتبرها الالمان انها جزء من المانيا وذلك كلف البشرية اكثر من 40 مليون قتيل .

وجيوش العالم تعمل لحماية ارض الوطن وليس كما يفعل الجيش السوري الذي يطوق المدن السورية لقمع أي انتفاضة للحرية , اما اذا اتبع النظام السوري طريقة هتلر بوضعه نسخه من كتب ميكافيللي ( الامير او المطارحات ) تحت راسه كي يقرئها قبل ان ينام ويقتدى بها !!! , فأرجو اخذ العبرة من هتلر .

هنا يجب التوقف لتوضيح اسباب ودوافع ميكافيللي لكتابته هذه الكتب , ميكافيللي وضع هذه الأيديولوجيات الفكرية والاستراتيجيات العسكرية لهدف واحد , وهو رفع كرامة وعزت الشعب الفلورنسي الذي كان يتعرض لغزوات خارجية من الامارات الايطالية او من ملك فرنسا , وقد كرس حياته من اجل حماية شعبة وكرامته , وكانت في ذلك الوقت تستنفر كل جيوش فلورنسا اذا ما تعرض شخص فلورنسي الى الأذى , وتماما كما تفعل السفارات السورية في مساعدة السوريين المغتربين !!!!.

وارجو من النظام ان يفسر مطارحات ميكافيللي واميره بالشكل الصحيح الذي كتبت من اجله وليس على اهوائه, ومن مساوئ الاشتراكية انها ترخص قيمة الفرد , اما ايديولوجيات علم الاجتماع التي يتبعها النظام السوري التي استوردها من ستالين وفيديل كاسترو من اجل التحكم بالمجتمع هي باطلة ولا تودي الا الى الفقر والمجاعة والثورة .

ارادة الشعوب لا تخضع لأي قوة ولا يمكن مجابهتها , ولا بد ان تتحقق اهداف الشعب في الحرية والعيش الكريم .