خصوم طهران، تعامل غير عادل

نيويورك تايمز
12/10/2011
*لويس جي فريس
واشنطن: بينما تحاول الولايات المتحدة إيقاف برنامج إيران النووي وتستعدّ لسحب قواتها العسكرية من العراق، يجب أن يسأل الناخبون الأمريكان لماذا إدارة اوباما استسلمت أمام إرادة ملالي طهران وحلفائهم العراقيين على قضية مفصلية. والقضية تتعلق بمصير 3,400 عضو غير مسلّحين من مجموعة المعارضة الإيرانية المنفية، مجاهدي خلق، الذين يعيشيون في مخيم أشرف، شمال بغداد.
حكومة رئيس الوزراء كمال نوري المالكي وهو مسلم شيعي، قتلت أعضاء مجاهدي خلق بشكل وقح وبرر السّيد المالكي هجماته بالتذكير بأنّ المجموعة على قائمة الولايات المتّحدة الرسمية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.
في أبريل/نيسان، دخلت قوات عراقية مخيم أشرف وقتلت 34 من السكان وجرحت مئات الآخرين باستخدام الطلقات والعجلات العسكرية. وأعطى السّيد المالكي مجاهدي خلق مهلة حتى 31 ديسمبر/كانون الأول لغلق المخيم وتفريق سكّانه في كافة أنحاء العراق.
بدون تعامل أمريكي عنيف وتدخّل الأمم المتحدة لحماية سكان المخيم وقرار وزارة الخارجية لإزالة اسم مجاهدي خلق من القائمة كمجموعة إرهابية، سيكون هجوم بمستوى أكبر على المخيم أو مذبحة سكّانه في مكان آخر في العراق أمراً محتملا.
فهذه الحالة جاءت نتيجة مباشرة لفهم خاطئ ومحاولة وزارة الخارجية لشلّ مجاهدي خلق بتعريفها منظمة إرهابية في بداية 1997. في ذلك الوقت، أنا كنت مدير مكتب التحقيقات الفدرالي. إستنتجت بأنّ هذا كان جزءا من حجة سياسية غير مثمرة لتشجيع طهران على الحوار. ليس هناك دليل موثوق يؤكد بأن المجموعة كانت أو مازالت تشكّل تهديدا للولايات المتحدة.
بشكل مأساوي، يجعل تصنيف وزارة الخارجية الغير مبرّرة مجاهدي خلق بالإرهابية أعداء مجاهدي خلق في طهران وبغداد يشعرون كما لو أنّ لديهم رخصة لقتل ولسحق الضمانات المكتوبة للحماية والتي أعطتها الولايات المتحدة لسكّان أشرف. وتبتهج محاكم طهران الصورية أيضا في التسمية الارهابية كعذر لاعتقال وتعذيب وقتل أي واحد يحسب تهديداً لنظام الملالي.
في كل الأحوال، قامت وزارة الخارجية ولدوافع سياسية في أغلب الأحيان بعملية التصنيف. وكمثال فان الجيش الجمهوري الآيرلندي لم يدرج اطلاقاً في القائمة على الرغم من توصية إف. بي. آي بذلك. وعلى السياق نفسه، مقتدى الصدر وجيش المهدي في العراق وشبكة حقّاني الإرهابية في باكستان - وكلاهما قتل العديد من الأمريكان – لم يندرجا في القائمة الارهابية.
وأثناء خدمتي كمدير لـ (إف. بي. آي) رفضت تخصيص مصادر المكتب إلى التحرّي بخصوص مجاهدي خلق لأنني إستنتجت، واستناداً على الأدلة، بأنّ التسمية كانت عديمة الأساس وأن هذه المجموعة لا تشكل أي تهديد للأمن الأمريكي.
على أية حال أنا اعترضت على إصرار وزارة الخارجية المدفوع سياسيا بأن توقف إف. بي. آي . وفي مبادرة حسن نية عملية أخذ بصمات المصارعين الايرانيين ورجال المخابرات الايرانيين الذين كانوا يدخلون بصفة الرياضيين وهم كانوا مدعوين لأول مرة الى الولايات المتحدة. الا أنني فشلت في تركيز اداره كلنتون على التهديد الناجم عن قوات الحرس الثوري الايراني والتي تتعهد بتصدير الارهاب والقيام بأعمال حربية ضد أمريكا. ومن جملة ما قامت به قوات الحرس كان الهجوم على أبراج الخبر في عام 1996 في العربية السعودية، حيث أدى الى مقتل 19 من أفراد القوة الجوية الأمريكية. علمنا من المدعي العام يوم الثلاثاء بأنّ وحدة من قوات الحرس كانت قد خطّطت لقتل السفير السعودي في واشنطن.
يصف بعض النقّاد مجاهدي خلق بأنها طائفة خطرة. لكن منذ تركي مكتب اف بي آي راجعت الحقائق بعناية وتوصلت الى نتيجة بأن مجاهدي خلق ليست منظمة إرهابية ويجب أن يزال اسمها من قائمة وزارة الخارجية فورا. العديد من خبراء الإرهاب الأكثر معرفة والمحترمين في العالم توصلوا إلى نفس النتيجة.
بريطانيا والإتحاد الأوربي تصرّفا حسب الأدلة وأزالا اسم مجاهدي خلق من قوائم عقوباتهم في 2008 و2009، على التوالي. المحكمة البريطانية التي راجعت ملف مجاهدي خلق ذهبت إلى حد وصفت التسمية بـ 'المنحرفة.'
إنّ مجاهدي خلق الآن تحت قيادة إمرأة مؤثّرة ولبقة، مريم رجوي التي تتمتع بتأييد هام في الدول الأوربية. في 2001، ترك المجاهدون العنف وأوقفوا العمل العسكري ضدّ النظام الإيراني. وفي 2003، سلّمت المجموعة أسلحتها طوعا إلى القوات الأمريكية في العراق وحسب تعليمات وزارة الخارجية الخاصة، فانه من المفروض أن تخرج مجاهدي خلق من القائمة.
ولكن رغم ذلك فان وزيرة الخارجية هلاري كلنتون والبيت الابيض رفضا الغاء التسمية وحماية أعضائها في مخيم أشرف على الرغم من نداءات من الحزبين للعمل بذلك.
في الوقت الذي وصل واجبنا لحماية سكان المخيم الى مرحلة حرجة، فان وزارة الخارجية اتخذت فقط خيار الصمت والمماطلة. وزيرة الخارجيه ما زالت 'تراجع' ملف التسمية رغم مضي 15 شهرا على قرار محكمة الإستئناف الأمريكية في واشنطن حيث أكدت بأنّ الحكومة قد انتهكت القانون في ادراج مجاهدي خلق في القائمة كمجموعة إرهابية. السّيدة كلنتون لم تمتثل لطلب المحكمة. كان من المفروض أن تذكر 'ما هي المصادر التي تعتبر بما فيه الكفاية' موثوقة لتبرير هذه التسمية الخطرة. إنّ السبب واضح: ليس هناك أدلة.

*لويس جي . فريس كان مدير إف. بي. آي . من 1993 إلى 2001.