صوت العراق - السومرية نيوز

اعتبرت الجمعية البرلمانية للمجلس الأوربي، الثلاثاء، المهلة التي حددها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لإنهاء تواجد سكان معسكر أشرف نهاية العام الحالي، تمهيدًا لشن هجمات جديدة، مطالبة الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة بدفع الحكومة العراقية لإنهاء تلك المهلة وتوفير الحماية لسكان المعسكر، فيما طالب مسؤولون أميركيون الرئيس بارك أوباما بشطب أسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الإرهاب.

وقالت الجمعية البرلمانية للمجلس الأوربي، في بيان حمل الرقم 501 ، وتلقت 'السومرية نيوز'، نسخة منه، إن 'النظام الإيراني طلب بتنفيذ هجومين إجراميين ضد المعارضين المقيمين في أشرف قتل من جرائهما 47 من اللاجئين المجردين عن السلاح وجرح المئات الآخرين الذين حرموا من الوصول إلى العناية الطبية'، مبينا أن 'المهلة التي حددها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لاخراج سكان أشرف من العراق ما هي إلا تمهيدًا لشن حملات أخرى'.

وكانت الحكومة العراقية أصدرت قراراً بإنهاء تواجد المنظمة في البلاد قبل نهاية العام الحالي 2011، باعتبارها منظمة إرهابية وشاركت بقتل عراقيين، وعزز القرار بآخر أعلنته وزارة الدفاع العراقية نص على تشكيل لجنة للتحقيق في أحداث الشغب التي شهدها المعسكر خلال نيسان الماضي.

وأضافت الجمعية الأوربية التي تضم أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب في 47 دولة أوربية وأسيا الوسطى أن 'سكان أشرف هم طالبو لجوء يجب أن يتمتعوا بحماية دولية وفقا لما أعلنته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين'، مبديتا 'دعمها لمهمة السفير جان دو رويت الذي تم تعيينه مؤخراً كممثل للاتحاد الأوربي لأشرف'.

وأكدت الجمعية في رسالتها التي حملت تواقيع 108 من أعضاء المجلس على ضرورة 'زيارة ممثل الاتحاد الأوربي لمعسكر أشرف على عجل لتكون مساعيه الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي للأزمة أكثر تأثيراً'، مطالبة 'المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بإعادة التأكيد على منزلة السكان كلاجئين سياسيين وتخصيص الأمين العام للأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان فريقاً دائماً للمراقبة في أشرف لتوفير حماية السكان'.

ودعت الجمعية أميركا والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة إلى 'دفع الحكومة العراقية إلى إلغاء مهلتها المعلنة ضد أشرف ورفع الحصار ووقف التعذيب النفسي الذي يمارس ضد سكان أشرف باستخدام 300 مكبرة صوت وسحب محطات بث التشويش والتنصت من أطراف أشرف والسماح للسكان بأن يصلوا بحرية إلى محاميهم وإلى الخدمات الطبية'.

من جانبهم طالب مسؤولون في الإدارات الأميركية السابقة من خلال رسالة بعثوا بها إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما بضرورة 'شطب اسم مجاهدي خلق من قائمة الإرهاب الخارجية الاميركية'، مؤكدين على ضرورة 'توفير الحماية لمخيم أشرف في العراق'.

وحملت الرسالة التي تلقت 'السومرية نيوز'، نسخة منها تواقيع كل من: رودي جولياني، اندروكارد، الجنرال هيوشلتون، هوارد دين، ادوارد رندل، تام ريچ، مايكل موكيسي، باتريك كندي، الجنرال جيمز تري كانوي، لوئيس فري، السفير جان بولتون، السفير ميتشل ريس، السناتور رابرت توريسلي

وقال المسؤولون الأميركيون إن 'هناك ضرورة ملحة لسحب اسم الحركة المعارضة الإيرانية (منظمة مجاهدي خلق الإيرانية) من قائمة وزارة الخارجية للمنظمات الإرهابية'، مشيرين إلى أن 'قائمة وزارة الخارجية من شأنها أن تكون وسيلة صحيحة لإزالة إمكانية نشاط المنظمات التي تهدد أمن الولايات المتحدة'.

واكد المسؤولون أن 'الحكومات الحليفة للولايات المتحدة قد سحبت أسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من قائمة الإرهاب، بعد أن وصفت المحكمة البريطانية التوضيحات المتعلقة بالتصنيف بأنها سخيفة'، موضحين أن 'محكمة الاستئناف بواشنطن هي الأخرى أصدرت قراراً أكدت فيه أن قرار وزيرة الخارجية في الحكومة السابقة كونداليزا رايس لمواصلة تسمية مجاهدي خلق لم يكن مستنداً لمعايير قانونية فيما يتعلق بالتسمية'.

وأشار المسؤولين الأميركيون إلى أن 'المحكمة أمرت وزارة الخارجية الأمريكية بإعادة النظر في التصنيف، وقد مضى وقت طويل على المهلة التي حددتها المحكمة لإعادة النظر'، مؤكدين أن 'الأدلة الموجودة في الملف تشير إلى أن مجاهدي خلق ليست منظمة إرهابية'.

وتابع المسؤولون في رسالتهم إلى أوباما أن 'الكثير منا يمتلك معلومات مباشرة عن مجاهدي خلق كوننا خدمنا في العراق وكان لدينا مشاركة في إجراء التحقيق بشأن هذه المجموعة'، مؤكدين أن 'الأمر الأكثر تحفيزاً أنه ومنذ عام 2001، لم يسجل أي بنك معلوماتي في متناول العموم أي حادث عنف على حساب مجاهدي خلق، فضلا عن عدم وقوع هكذا حادث ضد اميركا أو حلفائها'.

وطالب المسؤولون ' باتخاذ خطوات عاجله للتأكد من حماية 3400 عضو لمجاهدي خلق يقيمون في الوقت الحاضر في مخيم أشرف بالعراق'، لافتين إلى أن 'الولايات المتحدة أعطت في العام 2004، ضمانا خطياً لجميع سكان أشرف كلاً على انفراد بحمايتهم إزاء تسليم أسلحتهم للولايات المتحدة الأمريكية ولكن سكان أشرف العزل تعرضوا لهجمات وحشية وبشكل مأساوي مرتين واحدة في عام 2009 ، والأخرى قبل أشهر من هذا العام'.

وأشار المسؤولون الأميركيون إلى أن 'بقاء المنظمة ضمن التصنيف الأميركي للإرهاب هو من الأسباب التي تأتي لشن هجمات عليهم'، لافتين إلى أن 'النظام الإيراني بقي المدافع الوحيد لإبقاء التسمية التي فرغت منذ مدة طويلة من أي أساس حقيقي بعد أن تم إلغاء التصنيف من قبل الاتحاد الأوربي وبريطانيا'.

وطالب المسؤولون الأميركيون ' الرئيس الأميركي باراك أوباما بتأمين القوات الأمريكية الحماية لمراقبي الأمم المتحدة وسكان أشرف حسب الوعد الذي أعطيناهم قبل سبعة أعوام'.

وكانت المتحدثة باسم بعثة الأمم المتحدة في العراق راضية عاشوري دعت، أواخر آب الماضي، الحكومة العراقية إلى الالتزام بالقانون الدولي في تعاملها مع معسكر أشرف، مبينة أن الأمم المتحدة لا تزال تدعو إلى حماية سكان المعسكر من عمليات الترحيل والطرد وإعادة التوطين القسرية، لتعارضها مع مبدأ عدم الإعادة القسرية.

وعمدت الحكومة العراقية إلى تغيير اسم معسكر أشرف إلى مخيم العراق الجديد بعد استلام مهام المسؤولية الأمنية فيه من القوات الأميركية، حيث أخضعت الداخلين إليه إلى إجراءات أمنية مشددة.

واتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير صدر في وقت سابق، الحكومة العراقية بقتل ما لا يقل عن ثلاثين من عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، وجرح آخرين باستخدام الرصاص الحي في محاولة لقمع احتجاجات ضد القوات العراقية قاموا بها في معسكر أشرف في محافظة ديالى.

يذكر أن منظمة مجاهدي خلق (الشعب) أسست في 1965 بهدف الإطاحة بنظام شاه إيران، وبعد الثورة الإسلامية في 1979 عارضت النظام الإسلامي، والتجأ كثير من عناصرها إلى العراق في الثمانينيات خلال الحرب بين إيران والعراق 1980- 1988، وتعتبر المنظمة الجناح المسلح للمجلس الوطني للمقاومة في إيران، ومقره فرنسا، إلا أنها أعلنت عن تخليها عن العنف في حزيران عام 2001.