كلمة السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية في اجتماع برلماني بروما:

يا منتخبي الشعب الإيطالي،
أيها الشخصيات المحترمة التي حضرت المؤتمر،
يسرني أن تواجدت مرة أخرى في روما ضيفة على أبناء الشعب الإيطالي الحنون،
أيها الأصدقاء الكرام،
يمر 6 أشهر على انطلاقة ربيع الثورات في الشرق الأوسط والشمال الأفريقي.
حتى اليوم سقط نظاما تونس ومصر الديكتاتورييين.
كما باتت أنظمة ليبيا وسورية واليمن على وشك السقوط.
وبات النظام الديكتاتوري في «العراق الجديد» محاصرًا باحتجاجات متصاعدة ومتنامية.
وفي إيران أيضًا يواجه نظام الملالي عدة تحديات قاتلة:
الأول: خطر انتفاضات الشعب الإيراني التي يمكن تفجرها في كل لحظة.
الثاني: خطر المقاومة المنظمة التي تثير المجتمع الإيراني خاصة النساء والشباب لتحقيق الحرية.
الثالث: ربيع ثورات الشرق الأوسط والشمال الأفريقي الذي هو كابوس يخيم على النظام الإيراني ليلاً ونهارًا.
الرابع والأخير: أزمة تمرد رئيس الجمهورية في نظام الملالي الحاكم في إيران وصراع هدام على السلطة في قمة النظام الإيراني قد جعل النظام برمته وبكل أجنحته بمأزق حاد وشديد.
فحاليًا سواء يقوم خامنئي بإقصاء أحمدي نجاد أو إبقائه على الرئاسة لمدة عامين مقبلين أي إلى نهاية ولايته الثانية فعلى أي حالة قد تكبد النظام الإيراني برمته ضربة قوية للغاية.
فرازحين تحت وطأة هذا الضغط والمأزق، بات الملالي الحاكمون في إيران يعملون للقضاء على سكان مخيم أشرف لإيجاد مخرج أمامهم من هذا المأزق.
ولهذا الغرض وفي الأسابيع الأخيرة أجرى مسؤولون في هذا النظام ومسؤولون في الحكومة العميلة والصنيعة له في بغداد لقاءات ومحادثات عديدة.
وفي يوم 25 حزيران (يونيو) 2011 أشار وزير مخابرات النظام الإيراني إلى هذه المحادثات قائلاً: «إننا أعددنا خططًا لفك وتفتيت منظمة مجاهدي خلق في أسرع وقت وفي هذا الإطار نتفاوض مع الحكومة العراقية لحسم أمر أشرف نهائيًا». إن هذه المؤامرات خاصة هجوم 8 نيسان (أبريل) 2011 قوبلت باحتجاجات واعتراضات واسعة في العراق والبلدان العربية وكذلك في أوربا ومن قبل أغلبية النواب في 30 برلمانًا في العالم بالإضافة إلى السيد نافي بيلاي المفوضة العليا للأمم المتحدة في حقوق الإنسان والسيدة كاترين إشتون الممثلة العليا للاتحاد الأوربي في السياسة الخارجية.
في الأيام الأخيرة وقع 525 ألفًا من أهالي محافظة ديالى العراقية التي يقع فيها أشرف بيانًا اعتبروا فيه المحاولات الجنونية للقضاء على سكان أشرف في ديالى من أبرز تدخلات النظام الإيراني في العراق، كما أعلن أهالي ديالى في بيانهم عن دعمهم وتأييدهم للحل المقدم من قبل البرلمان الأوربي مطالبين الأمم المتحدة وأميركا بتولي حمايتهم طالما يتواجد المجاهدون في أشرف.
فنحيي هذه الحركة الكبيرة التي توصلت إلى هذه القناعة بدعم وتأييد سكان أشرف بالرغم من تهديدات الديكتاتورية الحاكمة في العراق.
أيها الأصدقاء الأعزاء،
إن شعوب الشرق الأوسط ترحب بأن الحكومات الغربية وبعد دعمها لسنوات عديدة للأنظمة الديكتاتورية قامت أخيرًا بتقديم الدعم والإسناد للشعب الليبي الثائر. مع ذلك لا تزال الدول الغربية مصابة بحالة الإحباط والضعف حيال الخطر الرئيس الذي يهدد المنطقة والعالم كله وهو نظام الملالي الديكتاتوري الحاكم في إيران.
إن ارتكاب المجزرة بحق سكان أشرف يوم 8 نيسان (أبريل) 2011 جريمة كان يمكن تفاديها وهذه الجريمة هي في الحقيقة إحدى النتائج الوخيمة للسياسات الغربية اللامسؤولة خاصة السياسة الأمريكية حيال النظام الإيراني المتمثلة في سياسة الصمت حيال الحصار الجائر المفروض على سكان أشرف من قبل الحكومة العراقية مما جعل قضية الجرحى قضية إنسانية مأساوية. إن الإنذار بإغلاق أشرف يمهد الطريق لارتكاب مجزرة أخرى بحق سكان أشرف ويدل على سياسة أميركا اللامسؤولة برغم كل تعهداتها الحقوقية حيال سكان أشرف الأمر الذي أفسح المجال أمام نظام الملالي الديكتاتوري الحاكم في إيران وعملائه العراقيين ليتخذوا من العراق ساحة لجولاتهم وصولاتهم أكثر فأكثر. إن عدم نشر التقرير الصادر عن الوفد العسكري السياسي الطبي الأمريكي بعد زيارته أشرف إثر مجزرة 8 نيسان ومعارضة زيارة وفد الكونغرس الأمريكي لأشرف للتحقيق حول الجريمة بالإضافة إلى طرح الفكرة الغير قانونية والغير عملية المتمثلة في نقل مجاهدي أشرف في داخل العراق ليس من شأنه فعلاً إلا تزويد ماكنة الملالي الحاكمين في إيران والمالكي للقتل والمجازر بالوقود. ولكن ما لا يمكن لأي من الأطراف أخذه بالحسبان هو تماسك وصمود المجاهدين وكونهم مستعدين لدفع أي ثمن من أجل قضيتهم الديمقراطية وكذلك قاعدتهم الشعبية الواسطة في إيران.
اليوم القضية الرئيسية في بلدان المنطقة خاصة سورية وليبيا هي حماية الأشخاص العزل من هجمات القوات المسلحة وآلة القمع التابعة للأنظمة الاستبدادية. أزمة أشرف هي الأخرى ليست إلا تعرض حياة الأشخاص العزل للخطر أمام هجوم الأرتال المدرعة.
ففي هجوم 8 نيسان (أبريل) 2011 على أشرف ومن مجمل 346 جريحًا أصيب 225 جريحًا بالرصاص وشظايا القنابل اليدوية وأصيب 22 آخرين منهم نتيجة دهسهم بمدرعات «همفي». هذه هي حصيلة هجوم القوات المدججة بالسلاح على أفراد عزل بلا سلاح والحل لمعالجة هذا الأمر يكمن في حماية سكان مخيم أشرف العزّل، وإلا فإن جميع الخطط ومنها خطة النقل داخل العراق تخدم في نهاية المطاف أضاليل النظام الإيراني وحكومته العميلة في العراق وتمهد الطريق إلى مآس أكبر وأكثر بشاعة. ولكن إذا تم تركيز الاهتمام بإبعاد خطر المجزرة والتصفية وليس إلا، فتطفوا إلى السطح صنوف الحلول والخطط لقضية أشرف.
إن المبادرة الأوربية حول أشرف قد حظي بوزن دولي ودعم من قبل أغلبية الأعضاء في مختلف البرلمانات بما فيها المجلسان الإيطاليان لأنها تقدم وتضمن حلاً دائمًا سلميًا لموضوع حماية سكان أشرف للمدى القصير.
إننا ندعو كلاً من الاتحاد الأوربي وأميركا إلى مبادرة إنسانية في ما يتعلق بأشرف. إن الحل الحقيقي الممكن للمرحلة الانتقالية هو تركيز فريق مراقبة دائم تابع للأمم المتحدة في المخيم تتولى حمايته أميركا والاتحاد الأوربي حسب تعهداتهما الدولية.
إن حماية أشرف لا تخدم للشعب الإيراني فحسب وإنما تخدم المنطقة والعالم أيضًا لكي يمكن لهما بذلك أن يقوما بمواجهة أكبر خطر يهدد العالم اليوم وهو النظام الإيراني.