شقائق وهستي طفلتان ايرانيتان ترسمان طريق الحرية في مخيم اللاجئين (أشرف) السبت, 17 سبتمبر 2011 00:00 | |

من طرف علي قاسمي الأحد سبتمبر 18, 2011 2:45 am

• الطفلة شقائق: أقول للمجرم الذي قتل اختي: لاتفكر بأنك بقتلها ستنهي طريق الكفاح الذي اخترناه لأنفسنا
• الطفلة هستي: رسالتي الى العراقيين ان يقفوا الى جانب اخوانهم في مخيم اشرف وأن يضغطوا على الحكومة لرفع الحصار عن المخيم
وائل حسن جعفر
بعيدا عن البلد الذي قتلت في الطفولة على يد رجال السلطة الموغلين في القسوة والسادية، بعيدا عن إيران التي يصاب فيها الاطفال بالذعر عندما يشاهدون في طريقهم الى المدرسة جثث المعارضين لنظام الملالي وقد علقت على مشانق مربوطة بأعمدة الكهرباء والرافعات ..
بعيدا عن ذلك العالم المتوحش الذي اغتال البراءة، وتحديدا .. هنا في مخيم أشرف الذي يضم اكثر من 3400 لاجئ ولاجئة ايرانيين في محافظة ديالى العراقية، اخذ مثقفو المجتمع الايراني على عاتقهم مهمة صناعة جيل ايراني جديد يؤمن بحرية الانسان من العبودية للسلطة الحاكمة، جيل ينمو في جنبات انعتاق الانسان المؤمن بعقيدة الكفاح ضد الظلم، جيل يعيش طفولته الحقيقية ببراءتها ونقائها ويرسم بلاده في لحظات الحنين بأبهى الألوان في دفتر الرسم.
ولما كان النظام الحاكم في ايران يأبى إلا ان يقتل طفولة أجياله في شتى بقاع الأرض، امتدت مخالبه الى مخيم أشرف لتحاول ان تخضب ذاكرة البراءة بالدماء وتصبغ ربيع الطفولة بالعتمة والسواد، فكانت هجمات تموز 2009 ونيسان 2011 التي شنتها القوات المؤتمرة بإمرة نوري المالكي، رئيس الوزراء المعروف بولائه المطلق لملالي ايران، تمثل محطة مؤلمة في حياة أطفال أشرف.
وخلال مشاهدتي لفيلم تشييع جثامين ضحايا هجوم الثامن من نيسان الـ 36، ذهلت لمشاهدة طفلة تعتلي المنصة لتلقي كلمات وداع لأختها التي قتلتها قوات المالكي خلال الهجوم، تلك هي (شقائق) أخت الشهيدة فائزة رجبي وإبنة الشهيد عبدالرضا رجبي الذي استشهد عام 2008 في السجون الايرانية تحت التعذيب.
ألقت شقائق قصيدة اهتزت لها الضمائر الحية، تعهدت فيها ان تحمل راية الكفاح التي تركتها لها اختها..
سارعت الى ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني الى عنوان المنظمة طالبا منهم اجراء حوار قصير مع هذه الطفلة، وبالفعل وافقوا على ذلك وجرى اللقاء عبر الهاتف بسبب الحصار الذي تمنع بموجبه القوات العراقية دخول او خروج أحد من وإلى المخيم، بما فيهم الصحفيين.
توجهت اليها بأسئلة عدة، فمضت شقائق تسرد تفاصيل الهجوم الذي فقدت خلاله شقيقتها فائزة، فتقول (كنت اعلم قبل ذلك بأنهم سيهاجموننا، وكنت اتخيل احد أفراد عائلتي سيستشهد في ذلك اليوم، ولكني لم اعرف من سيكون منهم على وجه التحديد، وعموما جهزت نفسي لسماع اي خبر ينبؤني بفقدان أحدهم).
وتضيف (عندما اصيبت اختي فائزة بطلقات نارية من قبل عملاء النظام الايراني، سارع شقيقي الذي كان في مكان الحادث الى حملها ووضعها في السيارة وهرع بها الى المستشفى الموجود داخل المخيم)، وتقول (كان من حسن حظي انني حظيت بفرصة التحدث اليها قبل ان تصعد روحها الطاهرة الى بارئها، وأكدت لها بأني سأسير في طريقك وادافع عن مدينة اشرف بعد رحيلك).
وتتابع شقائق بألم وغضب (اوجه رسالتي هذه الى العميل المجرم الذي قتل اختي، وأقول له: لاتفكر بأنك بقتلها ستنهي هذا طريق الكفاح الذي سلكناه منذ سنوات طويلة، فالكفاح مستمر ان شاء الله وأنا ساستمر في طريق اختي فائزة، واخواني واخواتي في اشرف كلهم سائرون بعزم واصرار في هذا الطريق الذي اخترناه لأنفسنا).
وتضيف (رسالتي الى اهلي في ايران هي التأكيد على ان يستمروا في مظاهراتهم ضد نظام الملالي الى حين لحظة سقوطه بشكل نهائي الى الابد، كما اقول للمتظاهرين في البلدان العربية ان يواصلوا الدرب في سبيل الحصول على حريتهم التي انتزعها منهم الطغاة، وكذلك اوجه رسالتي للجميع بان يدافعوا عن اشرف لان اشرف الان هي رأس السهم، وبقاؤها يعني استمرار المقاومة ضد الدكتاتورية الحاكمة في ايران التي دمرت المنطقة والعالم).
واتيحت لي الفرصة بالتحدث الى الطفلة الايرانية (هستي) التي جاءت مع عائلتها للعيش في هذا المنفى منذ ثلاثة اعوام هربا من السلطة الايرانية، تقول هستي (عندما جئت مع عائلتي الى مخيم اشرف سنة 2008 كان عمري 8 سنوات، وكنت اشعر بالسعادة لأنني قد اعيش في مكان لامكان فيه للاعدامات والتعذيب الذي يمارسه النظام الايراني الظالم، ولكن يبدو ان الملالي لديهم عملاء مجرمين في كل مكان).
وحول الهجوم الذي شنته قوات المالكي في الثامن من نيسان تقول هستي (في البداية لاانكر اني شعرت بالخوف، لكني عندما شاهدت اخوتي واخواتي واقفين بصمود وشموخ كالجبال شعرت باني استطيع الوقوف معهم بشجاعة في وجه عملاء الملالي دون خوف).
وتضيف (نحن نستمد شجاعتنا هذه من الزعيم مسعود رجوي والرئيسة مريم رجوي، نحن نتعلم منهم الشجاعة والصمود ونحن واثقون باننا سنتمكن من القضاء على نظام الملالي ونحرر ايران من سطوتهم وطغيانهم الى الابد).
وتتابع (نريد من شباب ايران واطفالها ان يسلكوا طريق مجاهدي اشرف من خلال مقاومة السلطة المجرمة الى حين تحرير ايران وعودة كل المنفيين والمغتربين ليكون لقاء الاهل في ايران الحرة).
وتقول (رسالتي الى الشعب العراقي ان يقفوا الى جانب اخوانهم واخواتهم في مخيم اشرف، وان يقفوا في وجه المجرمين الذين يفرضون عليهم هذا الحصار اللاانساني وأن يضغطوا على الحكومة لرفع الحصار).
وتضيف (اقول لملالي ايران وعملائهم ان هذه الجرائم لن تجدي نفعا، فقتل الابرياء العزل لاينفع الدكتاتوريات ولا يطيل مدة بقائها في عرش السلطة، فلابد للشعب ان ينال حريته في النهاية).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]