دعم واسع من الإيرانيين لقناة «الحرية» (تلفزيون إيران الوطني) يؤشر عن موجة تضامن مع المقاومة الإيرانية ومخيم أشرف

شارك آلاف الإيرانيين من كل أرجاء إيران ومن الإيرانيين المنفيين في مختلف بلدان العالم في برنامج مناصرة قناة «الحرية» (تلفزيون إيران الوطني) الذي استمر من يوم 23 تموز (يوليو) 2011 إلى صبيحة يوم 29 تموز أي لمدة 6 أيام وذلك للتعبير عن دعمهم للمقاومة الإيرانية وأعضائه في مخيم أشرف وتضامنهم معهم.
إن حملة المناصرة لقناة «الحرية» (تلفزيون إيران الوطني) التي تقام مرة في عدة شهور من قبل القناة الفضائية المذكورة لتأمين نفقاتها تم وصفها في دورتها هذه من قبل المشرفين عليها بأنها نجاح باهر.
وقدم الإيرانيون ومن خلال هذا البرنامج الذي دام لمدة 64 ساعة ما يعادل مجمله 3 ملايين و284 ألف دولار كتبرعات مالية لقناة الحرية – تلفزيون إيران الوطني. وبرغم وجود 23 خطًا هاتفيًا للاتصال ولكن بسبب زحمة الاتصالات بقى العديد من المتبرعين منتظرين على الخط لساعات عدة حتى تتفرغ الخطوط الهاتفية. وقام العديد من المتبرعين وبكل نشاط بجمع التبرعات المالية من آخرين من أنصار المقاومة ونقلوها إلى قناة «الحرية» باعتبارها تبرعات جماعية.
يذكر أن قناة «الحرية» (تلفزيون إيران الوطني) هي من أكثر قنوات التلفاز الفضائية الناطقة باللغة الفارسية من حيث عدد مشاهديها ويشاهدها ويتابعها الإيرانيون داخل إيران وخارجها في كل أرجاء العالم عن طريق الأقمار الصناعية، وهي تبث أخبار المقاومة الإيرانية التي يقوم النظام الإيراني بفرض الرقابة والتعتيم عليها. وقد أدت هذه القناة دورًا ملحوظًا في عرض صور وأخبار المظاهرات في داخل إيران وتجمعات ونشاطات المقاومة الإيرانية في كل أنحاء المعمورة. كما كان لها دور رئيسي في عرض الصور الخاصة للهجمات الوحشية التي شنتها القوات العراقية على مخيم أشرف وكشفها وبث أخبارها.
حتى الآن اعتقل العديد من مراسلي وسيلة الإعلام هذه داخل إيران وأعدم عدد من الناشطين لصالح مجاهدي خلق بسبب تغطيتهم وقائع المظاهرات داخل إيران بتصويرها وإعداد تقارير عنها وإرسالها إلى هذه القناة الفضائية. كما وقتل اثنان من أعضاء المقاومة الإيرانية على أقل تقدير كانا يعدان تقارير في أشرف لهذه القناة وهما «صبا هفت برادران» و«آسية رخشاني» اللتان قتلتا خلال المجزرة التي ارتكبتها القوات العراقية يوم 8 نيسان (أبريل) 2011 في مخيم أشرف.
واستنكر الإيرانيون خلال اتصالاتهم مؤامرات النظام الإيراني ووكلائهم العراقيين واصفين أشرف بأنه محط أمل الشعب، كما وصفوا مجاهدي أشرف بأنهم قدوات ورموز حقيقية للديمقراطية في المستقبل الإيراني.
وأجمع المتصلون على التنديد الشديد بالتصريحات التي أدلى بها مسؤول أمريكي مؤخرًا في ما يتعلق بسكان أشرف مؤكدين أن الشعب الإيراني يحمل أميركا المسؤولية عما حدث كونها نكثت تعهداتها السياسية والأخلاقية بحماية سكان أشرف ولم تمنع من مجزرتي تموز (يوليو) 2009 ونيسان (أبريل) 2011 بحق سكان أشرف. وأضافوا قائلين: «كما ومن الآن فصاعدًا ستتحمل أميركا المسؤولية المباشرة عن أي ضرر أو أذى يلحق بهم».
وأعلن المتصلون من طهران ومختلف مناطق إيران بما فيها مدن مشهد وقم وإصفهان وكاشان ويزد وأراك وكرج وخومين وكرمانشاه وهمدان وشيراز وساري وكوركان وفومن ورشت ولاهيجان وآمول عن تضامنهم مع أشرف وذلك بتكليف أنفسهم كثيرًا من المجازفات للاتصال بقناة «الحرية». وكانت هذه الاتصالات تجري في الوقت الذي كان فيه نظام الملالي الحاكم في إيران وبتشويشه على الاتصالات الهاتفية ينوي الحيلولة دون اتصال المواطنين مع قناة «الحرية».
هذا وكان العديد من المتبرعين في داخل إيران قد أرسلوا تبرعاتهم المالية إلى قناة الحرية بواسطة أصدقائهم وأقاربهم القاطنين في خارج البلاد.
وبدورهم قدم الإيرانيون المنفيون في مختلف بلدان العالم ومنها أميركا وكندا وأستراليا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا والنرويج وهولندا والسويد والدنمرك وسويسرا وفنلندا والنمسا وبلجيكا واليونان وإسبانيا ولوكسمبورغ ورومانيا وبرتغال وبنما وإسكوتلندا والأردن والكويت والعراق والهند وقبرص وتركيا وأذربيجان تبرعاتهم لقناة «الحرية» وضموا صوتهم إلى صوت المواطنين الإيرانيين في عموم إيران ليعبروا عن عواطفهم وأحاسيسهم الإنسانية الفياضة في إسناد أشرف باعتباره المركز الإستراتيجي للكفاح ضد نظام الملالي الحاكم في إيران.
وكان المتبرعون من أطياف واسعة من مختلف فئات وشرائح المجتمع الإيراني من العمال والطلاب والمعلمين وتجار السوق ورجال الأعمال وأصحاب المعامل والمصانع وكانت مبالغ تبرعاتهم المالية تبدأ من دولار واحد وتصل إلى تبرعات بمئات الآلاف من الدولارات. كما أهدى فنانون آثارًا فنية لهم وأهدى مواطنون إيرانيون منازل سكنية لهم وأهدت العديد من الفتيات والنساء حليًا ومجوهرات لهن كتبرعات لقناة «الحرية» (تلفزيون إيران الوطني).
إن تحمس واشتياق الإيرانيين للمشاركة في هذه الحركة العظيمة التي يمكن تشبيهها بحركة شراء سندات الدين لدعم الحكومة الوطنية للدكتور محمد مصدق في خمسينيات القرن الماضي يظهران الإرادة الوطنية وتضامن الشعب الإيراني في دعم المقاومة الإيرانية ومجاهدي أشرف من أجل تحقيق الحرية وسلطة الشعب في إيران.
ومع تزايد الإقبال الشعبي على المقاومة الإيرانية وكذلك قناة «الحرية» (تلفزيون إيران الوطني) قام النظام الإيراني بشن حملة قمع جديدة في العاصمة طهران والمدن الإيرانية الأخرى لمصادرة لاقطات المواطنين الخاصة لاستقبال الفضائيات. ولكن هذه الإجراءات القمعية فشلت في منع تزايد عدد وأطياف مشاهدي قناة «الحرية» ودعم المقاومة في داخل إيران.
أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية – باريس
30 تموز (يوليو) 2011