ندوة في واشنطن بعنوان «ربيع الشرق الأوسط وإيران: الموانع والفرص والسياسة الأمريكية»

يوم السبت 16 تموز ولمناسبة ذكرى صدور قرار محكمة الاستئناف بمحكمة واشنطن التي دانت وزارة الخارجية الأمريكية بانتهاك حقوق مجاهدي خلق في تصنيفها ضمن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية وأمرت بإعادة النظر فيه، شارك وتكلم مسؤولون سابقون عسكريون وسياسيون وأكديميون كبار في حكومات اوباما وبوش وكلنتون في ندوة تحت شعار «ربيع الشرق الاوسط وإيران: الموانع والفرص والسياسة الأمريكية» .. وشارك في هذا المؤتمر كل من:

- ادوارد رندل حاكم بنسلوانيا من عام 2002- 2011 ورئيس القادة الأمريكيين من عام 2008-2009 ورئيس اللجنة الموسعة للحزب الديمقراطي في عام 2000
- الجنرال جيمز تري كانوي قائد المارينز من عام 2006- 2010
- آنيتا مك برايد مساعد الرئيس جورج بوش من عام 2005- 2009
- توغو وِست وزير الجيش من عام 1993- 1997
- سارا سيوال عضو هيئة رسم السياسة في وزارة الدفاع وثائق السياسة الخارجية – كلية الدولة- جامعة هارفارد رئيس أساتذة في مشروع الرد على الجرائم واسعة النطاق
- لوئيس فري رئيس اف بي آي من عام 1993- 2001
- السفير ميشل ريس مدير رسم السياسة في وزارة الخارجية من عام 2003- 2005 الممثل الخاص في ايرلندا الشمالية.
- الجنرال شلتون رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي من عام 1997-2001.
- هوارد دين رئيس الحزب الديمقراطي من عام 2004- 2009 ومرشح لرئاسة الجمهورية.
وأكد المتكلمون ضرورة شطب اسم مجاهدي خلق من قائمة وزارة الخارجية الأمريكية ومسؤولية الولايات المتحدة لحماية أشرف.

وقال السفير ميشل ريس: اجتمعنا اليوم هنا مرة أخرى لندلي بشهادتنا ونتحدث عن الدفاع عن سكان أشرف ونضالهم المستمر من أجل الحرية والكرامة والعدالة. وخلال الشهور الماضية شهدنا تصاعداً لنفوذ النظام الإيراني في المنطقة وداخل العراق كما شهدنا انخفاضاً للنفوذ الأمريكي على حكومة المالكي فيما تسحب الولايات المتحدة قواتها بنهاية ديسمبر من هذا العام. كما وفي المقابل شهدنا تطورات متفائلة خلال الشهور الماضية أيضا. تطورات تسمح لنا أن نأمل بأن سكان أشرف سينالون قريباً الحريات والكرامة والعدالة التي يستحقونها. كما شهدنا أن الكونغرس الأمريكي صار أكثر نشاطاً وفعالية مباشرة في هذا الموضوع. اننا شهدنا أيضا عقد جلسات استماع وتعهد بإجراء تحقيقات مستمرة حول التعامل العنيف مع سكان أشرف من قبل الحكومة العراقية وكذلك خروج اسم مجاهدي خلق من قائمة الإرهاب. كما شهدنا أن محكمة اسبانية لفتت الانتباه إلى المسؤولين العراقيين المسؤولين عن مذبحة وقعت في أشرف في نيسان الماضي. كما شهدنا لفت المزيد من الأنظار في المجتمع الدولي بأن المفاوضات مع النظام الإيراني حول برامجه النووية عمل عابث. شهدنا أيضا رغبة أكثر من قبل المسؤولين الأمريكيين الذين يحملون النظام الإيراني المسؤولية المباشرة بسبب سلوكه. منها أكد الادميرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان المشتركة في القوات المسلحة الأمريكية: ان النظام الإيراني متورط بشكل مباشر في دعم المجاميع الشيعية المتطرفة التي تقتل جنودنا». وأخيرا نحن جمع الحضور في هذه المنصة والجمهور مصممون أن نواصل المعركة من أجل الدفاع عن سكان أشرف. وكما قلت في وقت سابق ان هذا الموضوع ليس أمراً جهوياً وانما مكونات هذه المنصة مشكلة من مجموعة فريدة من المسؤولين الملتزمين من جميع الأطياف السياسية ومن جميع الاقسام في الحكومة الأمريكية. الانتماءات السياسية مهما كانت اليوم لا تؤثر على مواقفنا كوننا متلاحمين جميعاً في جهودنا لتصحيح الخطأ الحاصل في إدراج اسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ورفعها من القائمة ومساعدة سكان أشرف.

ثم تكلم الجنرال شلتون حيث قال: اسمحوا لي أن أحيّي سكان مخيم أشرف الذين قد يروننا مباشرة أو في المستقبل. تعرفون أنني ومنذ آخر مرة تحدثت معكم كان في أواخر شهر أيار الماضي حصلت تغييرات أساسية على المشهد السياسي والتحديات التي يواجهونها سكان مخيم أشرف. كما لم يحصل أي تغيير في بعض الحالات. الحالة الأولى ان ضمان أمريكا لحماية سكان مخيم أشرف لم يحصل أي تغيير في هذا المجال. وهذا تعهد أعلناه نحن بصفتنا كشعب. وتعهد يجب علينا أن نكون ملتزمين به لكي نحافظ علي مصداقيتنا كشعب عظيم وموثوق به بخصوص الالتزام بتعهداته. وكما نعرف أن سكان مخيم أشرف هم أفراد كشفوا في مقاطع مختلفة عن معلومات مهمة خلال الحرب في العراق. انهم أفراد لم يخاطروا بأرواحهم فقط وانما خاطروا بأرواح أفراد عوائلهم وقدموا أسلحتهم طوعياً لأمريكا مقابل ضمان لحمايتهم من قبلنا. وعلينا أن نتذكر أن هذه المنظمة هي من كشف لأول مرة عن البرامج النووية للملالي ولذلك لو لم يكن مساعدتهم لكان الملالي الحاكمون في إيران قد حصلوا اليوم على أسلحة متطورة.
الأمر الثاني الذي لم يتغير هو النظام الحاكم في إيران وهو أكبر مصدّر للإرهاب في العالم وأكبر خطر يهدد السلام والاستقرار في المنطقة. أعرب وزير الدفاع بانتا قبل فترة عن قلقه ازاء تدخلات النظام الإيراني في حكومة المالكي في العراق. لذلك باعتقادي هناك شخصيتان في البنتاغون وهما الادميرال مايك مولن ووزير الدفاع لئون بانتا لديهما ادراك كامل بخصوص خطر النظام الإيراني على المنطقة ومصالح الولايات المتحدة.
النقطة الثالثة هي فرض القمع والتمييز على النساء من قبل النظام الإيراني والذي لم يتغير وهذا أمر يدعو إلى الأشمئزاز. اننا نعرف أن النساء يطالبن بالمساواة والاحترام وحق المشاركة في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية.
مع الأسف العامل الآخر الذي لم يتغير هو حالة بقاء أكبر حركة مقاومة إيرانية منظمة معارضه للنظام الإيراني أي منظمه مجاهدي خلق الإيرانية في قائمة الإرهاب الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية. فيما حليفتنا بريطانيا قد أخرجت اسم المنظمه في عام 2008 وتبعها الاتحاد الأوربي بفترة قصيرة وأخرج المنظمة من قائمته في عام 2009. الزميل السفير دل دلي الذي عمل في قسم مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية وقاد هيئة قيادة العمليات المشتركة ولديه معلومات أكثر من أي شخص آخر في وزارة الخارجية بخصوص الإرهاب والمنظمات المختلفة كان قد وصى بشطب اسم مجاهدي خلق من قائمة الإرهاب. الكونغرس الأمريكي بدوره تبنى مشروع قرار يدعو وزارة الخارجية إلى شطب اسم مجاهدي خلق. وخلال هذه العملية اننا شهدنا أن الوزارة لم تكن قادرة ورغم طلبنا على تقديم معلومات سرية أو غير سرية توضح الدواعي الموجبة لادراج المنظمة في القائمة أساسا. كما أنهم أفقدوا المهلة المئه والثمانين يوماً كانت المحكمة قد حددتها لتقديم الأدلة التي تبرر تصنيف مجاهدي خلق. اني أقول لوزارة الخارجية استيفقوا من النوم واشطبوا اسم مجاهدي خلق من القائمة. اننا في أمريكا لم نخضع بعد لتعهداتنا لضمان أمن سكان أشرف. واختبأنا خلف ذريعة هشة بأن الحالة أصبحت تتعلق للعراق. وقدم السفير الأمريكي في العراق جيمز جيفري فكرة غير مضمونة ومقلقة ولم يقدم توضيحا ليقول لماذا فكرته جيدة. انه اكتفى بأن سكان أشرف سيصبحون بعيدين عن الحدود الإيرانية العراقية . هذه الفكرة مخيفة جداً ويتبادر إلى الذهن سؤال فهل هذا الشخص ساوره ضرب من الخيال؟ توغل النظام الإيراني في حكومة المالكي اليوم أثبت أن حكومة المالكي غير قادرة على تأمين الحماية لسكان أشرف. أثبت أن حكومة المالكي تقمع سكان أشرف. لأننا نرى التعامل اللاإنساني اليوم مع سكان أشرف المتمثل في استمرار الحرب النفسية عبر مكبرات الصوت القوية ومنع تقديم الامكانيات الطبية اللائقة لسكان أشرف. كما أننا شاهدنا هجوم القوات المؤتمرة بإمرة المالكي على سكان أشرف غير المسلحين وقتلهم وجرحهم. علينا أن نرسل سفيراً جديداً للعراق يتحلى بشهامة اخلاقية ويدرك التعهدات الأمريكية السابقة أو يجب مراقبة وتوجيه أكثر من قبل واشنطن على هذا السفير. توصيتي هي: اولا يجب شطب اسم مجاهدي خلق من القائمة. ثانيا: يجب أن نتذكر أن سكان أشرف هم جزء من مجموعة اعترفت أمريكا بهم كأفراد محميين طبقا لاتفاقية جنيف الرابعة وقدمنا الحماية لهم لمدة 6 سنوات. ثالثا : علينا أن نضغط على الحكومة العراقية لوقف جميع الاعتداءات والتعامل السيئ ضد سكان أشرف فورا. رابعا: نظراً إلى أن سكان أشرف وافقوا على الانتقال إلى خارج العراق كأحد الخيارات علينا أن نبلغ العراق بصراحة بأن نقلهم القسري داخل العراق أمر غير مقبول. خامساً: علينا أن نعمل بمسؤولياتنا لحماية سكان أشرف بشكل وقتي إلى حين انتقالهم إلى بلدان ثالثة.

ثم تحدثت سارا سيوال عضو هيئة رسم السياسة في وزارة الدفاع وقالت: أمريكا تتحمل مسؤولية خاصة بخصوص سكان أشرف ولايجوز أن نختبأ بصرف النظر عن القانون خلف حجة سيادة العراق لكي نتهرب من تعهداتنا الاخلاقية تجاه ما يفرض علينا تاريخ تعاملنا مع مخيم أشرف وهذا يشكل قلقنا الاساسي. قتل أفراد غير مسلحين عمل خطأ بصرف النظر عن مكان حدوثه ومرتكبيه. وبلغة بسيطة انه عمل خاطئ ضد الديمقراطية وضد أمريكا ويخالف القانون الدولي. انه عمل خاطئ.. ان جزءاً كبيراً من اهتماماتي كان يتمركز على منع وقوع الابادة الجماعية . ابادة جماعية يعني قتل المدنيين غير المسلحين. وهذا ما حصل في مخيم أشرف وانه عمل خاطئ. .. أرى مسؤولية خاصة على عاتق أمريكا تجاه تأمين سلامة سكان أشرف حتى ضمان حسم وضعهم النهائي. من الواضح أن تقرير مصيرهم النهائي يجب أن يكون ضمن الاولويات ويجب أن نعمل ليس مع حلفائنا السابقين والحكومة العراقية التي ارتكبت هذه الجرائم وانما مع أصدقانا الأوربيين والمجتمع الدولي. فرض السيادة قيمة مهمة الا أنها ليست القيمة الوحيدة. إن أداء السياسة الخارجية هو ملائمة القيم المختلفة. وفي هذه الحالة المحددة وبقدر ما يتعلق بمصالحنا وقيمنا الإنسانية فمن الواضح أننا بحاجة إلى المبادرة للفت الانتباه إلى هذا الأمر والعمل به الآن.