هام جدا ... هام جدا ... أقرأ هذا الموضوع للضرورة

داوري: بقاء ولاية الفقيه رهن بالقضاء على “أشرف” - البلاد البحرينية
داوري: بقاء ولاية الفقيه رهن بالقضاء على “أشرف”
البلادالبحرينية
3/7/2011
داوري لـ “البلاد”: الديمقراطية في العراق والدول العربية تمثل حبل مشنقة للنظام الإيراني
في حوار خاص أجرته “البلاد” مع عباس داوري رئيس لجنة العمل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وقيادي في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، وهو من الأعضاء الأقدمين في المنظمة بخلفيته نحو 45 سنة، أكد فيه أن الشعب الإيراني يكره وبشدة النظام برمته وبكل أجنحته. وأضاف أن المعارضين يؤكدون ضعف النظام لكونه لا ينسجم والقرن 21، وأن ثغراته وأزماته امتدت لتطال ما بين خامنئي وأحمدي نجاد الذي أصبح الآن هدفًا لهجمات زمر خامنئي. وأوضح أن النظام يحاول بشتى الطرق المحافظة على كيانه، معتبرا بقاء المقاومة الإيرانية على قيد الحياة يساوي سقوطه.كما قال إن أكبر تجمع للإيرانيين في باريس بمشاركة مئات الساسة والمشرعين من أميركا وأوروبا والشرق الأوسط، دعا في بيان له إلى حماية دولية عاجلة لمخيم أشرف، وإدانة نقل سكان أشرف داخل العراق، والاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
وتحدث داوري عن الهجوم الذي شن مؤخرًا على مجاهدي أشرف في العراق الناجم عن حال النظام الإيراني المتهاوي ونجاحات المقاومة الإيرانية. وقال إن النظام الإيراني يرى أن وجوده وبقاءه في السلطة غير مضمون إلا بالقضاء على أشرف مهما كان الثمن، لذا يعمل وبوساطة رئيس الوزراء الصنيع له في العراق نوري المالكي على إبادة جميع مجاهدي أشرف؛ خوفًا من سقوطه، وبيَّن أن المجزرة التي أودت بحياة 34 من مجاهدي أشرف يوم 8 أبريل كانت مدبرة، وتعتبر جريمة ضد الإنسانية.
إلى ذلك، روى داوري ما يحصل في أشرف من انتهاكات وحصار صحي، وعدم السماح لأي جهة بزيارة أشرف؛ لأنه وبحسب قوله في حال زيارة الوفود المحايدة له سوف تتبين حقوق سكان أشرف وتطفو إلى السطح أسباب انتهاك المالكي هذه الحقوق.ورأى داوري أن النظام يمكن كنسه برمته لولا الوحشية والقمع التي يتعرض لها المعارضون، فهم قدموا حتى الآن 120 ألف شهيد. كما أنه يحاول تصدير ثورته الدينية؛ ليثبت قاعدته داخل إيران، مشيرا إلى أنه يستميت في الدفاع عن سوريا حتى لا تهتز سلطته، كما يستغل الثورات ليوقظ خلاياه النائمة في الدول العربية.
وعن تدخل النظام في الشؤون العربية، أشار داوري إلى ما حصل في العراق بسبب التدخلات الإيرانية في شؤونه، وصولا إلى لبنان ومصر والكويت والأردن واليمن وفلسطين والبحرين وغيرها، حيث إن إيران تتدخل في شؤون بلدان المنطقة خصوصا البحرين تحت ذرائع وأغطية مختلفة وعبر أوساط ثقافية وحتى عبر إقامة جلسات لقراءة القرآن والمسابقات القرآنية، قائلا أعتقد أن أهالي البحرين لهم تجارب مرة للغاية من تدخلات هذا النظام في شؤونهم الداخلية. وأخيرا قال داوري إن ولي الفقيه مع الثورات الإسلامية؛ لذا فإن أي ديمقراطية في الدول العربية تشكل حبل مشنقة لهذا النظام المستبد، وفيما يلي نص الحوار:

ما هو تقييمكم للأزمة العميقة والمتفاقمة داخل النظام الإيراني والانتفاضات الأخيرة للشعب الإيراني؟

ج – إثر انتفاضات عام 2009 خاصة انتفاضة يوم عاشوراء في إيران قام خامنئي على مضض بإجراء عملية جراحية كبيرة حيث أقصى رفسنجاني عن رئاسة مجلس الخبراء فيما كان رفسنجاني دومًا بعد موت خميني معروفًا بالرأس الثاني للسلطة في إيران، وبذلك أراد خامنئي سد أية ثغرة في نظام «ولاية الفقيه» حسب تعبيره هو شخصه. ولكن لاحظنا أنه وبسبب شدة كراهية الشعب لهذا النظام برمته وبكل أجنحته وحالات ضعف النظام الأساسية كونه لا ينسجم والقرن الحادي والعشرين وجدت ثغرات جديدة في النظام وامتدت الأزمة لتطال ما بين خامنئي وأحمدي نجاد الذي تم تنصيبها رئيسًا للجمهورية قبل خمس سنوات ويجب على الجميع حسب قول خامنئي أن يطيعوه بات الآن هدفًا لهجمات زمر وعصابات خامنئي. وشهد الجميع كيف وقف أحمدي نجاد بوجه خامنئي بحيث وقعت قطيعة بينه وبين «الولي الفقيه» ولم يحضر القصر الرئاسي لمدة 11 يومًا احتجاجًا بسبب أن خامنئي قد منعه من إقصاء وزير المخابرات عن منصبه! فيما كان أحمدي نجاد ملتزمًا في وقت سابق كامل الالتزام بإطاعة أوامر «الولي الفقيه» بحيث لم يكن يشرب حتى الماء دون إذن من وليه «الفقيه» (خامنئي)!. ويقوم فيلق الحرس والعديد من الأجهزة الأخرى التابعة لخامنئي بفصل أفراد حاشية أحمدي نجاد عن مناصبهم وحتى اعتقلوا العديد منهم في محاولة لإبطال مفعول أحمدي نجاد، فكتب موقع «جهان نيوز» التابع لزمرة خامنئي يوم 19 أيار (مايو) 2011 يقول: «يجب إثبات الهدف من توزيع الأموال وقيام ”رحيم مشايي” (أقرب شخص من أحمدي نجاد) بإجراء الاتصالات مع وراء الحدود.. فلذلك يجب على القوات الأمنية اعتقال هذا الشخص بأسرع وقت ممكن». كما كتبت وكالة أنباء أسوشيتدبرس يوم 19 أيار (مايو) 2011 تقول: «إن اعتقال أفراد حاشية أحمدي نجاد يعكس مدى اشتعال فتيل المعارك الداخلية بين أحمدي نجاد والزمر والجماعات الموغلة في المحافظة والتي تتهمه بالعمل على مواجهة خامنئي زعيم النظام».
فقال الملا «أحمد خاتمي» عضو هيئة رئاسة مجلس خبراء النظام محذرًا أحمدي نجاد: «إن دعمه شريط بإطاعته للولي الفقيه» (جهان نيوز 5 حزيران - يونيو- 2011).
فلذلك إن الأزمة في داخل السلطة في إيران تتعمق وتتفاقم يومًا بعد يوم ولا تزال تستمر في التعمق والتفاقم حتى سقوط هذا النظام اللاإنساني.

كيف تقيمون حالة المقاومة داخل إيران؟

ج – الشعب الإيراني لم يطالب الإصلاحات في داخل هذا النظام لأنه أدرك حتى العظم أن نظام ولاية الفقيه ليس إيرانيًا ولا إسلامية ولا إنسانيًا ولا يمكن تعديله إطلاقًا. وكان السيد مسعود رجوي قائد المقاومة الإيرانية قد أعلن منذ ثلاثة عقود أن أفعى ولاية الفقيه لا تلد حمامة الديمقراطية وكما أعلن خامنئي وأحمدي نجاد أنفسهما مرات عديدة أن أية خطوة تراجعية يتخذها هذا النظام سوف تقوده بكامله وبكل أجنحته إلى الانهيار والسقوط. إن أبناء الشعب الإيراني أعلنوا ويعلنون بوضوح مطالبهم من خلال انتفاضاتهم العارمة والمستمرة وإطلاقهم هتافات «ليسقط مبدأ ولاية الفقيه» و«الموت لخامنئي» وتمزيقهم وإحراقهم صور خامنئي وخميني وهذه هي الغاية التي تناضل المقاومة الإيرانية منذ 30 عامًا وحتى الآن من أجل تحقيقها باعتبارها طليعة الشعب الإيراني. وإثر مظاهرات المواطنين الإيرانيين في يوم عاشوراء العام الماضي قال الملا علم الهدى: «إن المشاغبين في يوم عاشوراء كانوا يطلقون نفس الشعارات التي كان المنافقون (مجاهدو خلق) قد وضعوها على مواقعهم الإلكترونية وهؤلاء هم أنصار المنافقين وإن منظمة المنافقين هي التي كانت تقود حركة يوم عاشوراء». إن النظام الإيراني وفي الأشهر الأخيرة أعدم ثلاثة من أنصار مجاهدي خلق بتهمة المشاركة في المظاهرات أو الاتصال بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية. فمن وجهة نظر النظام الإيراني كل من يناصر مجاهدي خلق يعتبر شخصًا يحارب الله! ويجب إعدامه وذلك مادامت اللجنة المركزية لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية باقية على حالها! وهذا إذعان لحقيقة أن هذا النظام يرى أن بقاء المقاومة الإيرانية على قيد الحياة يساوي سقوطه وليس من الصدفة أن هذا النظام وعلاوة على القمع في الداخل له أول مطلب من المتعاملين معه في جميع الساحات الدولية وهو المساهمة في قمع المقاومة الإيرانية.
فإثر إصدار محكمة الاستئناف البريطانية قرارًا لصالح مجاهدي خلق بأنه يجب شطب اسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من قائمة الإرهاب نقلت صحيفة «وول إستريت جورنال» الأمريكية في عددها الصادر يوم 7 أيار (مايو) 2008 عن دبلوماسيين كانوا يتفاوضون مع النظام الإيراني قولهم إن قمع مجاهدي خلق يتصدر أولويات النظام الإيراني في أي تفاوض أو حوار معه سواء في مجال المشروع النووي أو غيره.
ما هي أهداف أكبر تجمع للإيرانيين خارج البلاد أقيم في باريس يوم 18 حزيران (يونيو) 2011؟
ج- قدم أكبر تجمع للإيرانيين في خارج البلاد أقيم في باريس بمشاركة مئات الساسة والمشرعين من أميركا وأوربا والشرق الأوسط، بيان 4000 نائب في البرلمانات بمن فيهم أغلبية النواب في 30 مجلسًا تشريعيًا والذي دعا إلى حماية دولية عاجلة لمخيم أشرف وإدانة نقل سكان أشرف داخل العراق والاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وكان المتكلم الرئيس أمام التجمع السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، وأما المتكلمون الآخرون فهم:
رودي جولياني عمدة نيويورك السابق ومرشح للرئاسة (2008)؛ باب فيلنر نائب في الكونغرس الأمريكي؛ السيدة ريتا زوسموث رئيسة البرلمان الألماني (1988-1998)؛ مايكل موكيسي وزير العدل الأمريكي (2007-2009)؛ جان بروتون رئيس الوزراء الأيرلندي (1994-1997) ورئيس بعثة الاتحاد الأوربي في أميركا (2004-2005)؛ جان بير برار نائب في الجمعية الوطنية الفرنسية؛ اندرو كارد رئيس مكتب الرئيس الأمريكي (2001-2006)؛ تام ريج أول وزير للأمن الداخلي الأمريكي (2003-2005)؛ آلخو فيدال كوادراس نائب رئيس البرلمان الأوربي؛ جيرهارد رئيس الوزراء الأيسلند‌ي (2006-2009اللورد رابين كوربت رئيس كتلة النواب من حزب العمال في مجلس اللوردات البريطاني؛ نريمان الروسان نائبة في البرلمان الأردني؛ اودي دو توئن، مؤسِسة اتحاد النساء من أجل الاقتصاد والمجتمع؛ السيد أحمد الغزالي رئيس الوزراء الجزائري الأسبق؛ رابرت توريسلي عضو سابق في مجلس الشيوخ الأمريكي؛ كارلو شيشولي نائب في البرلمان الإيطالي؛ جان لوئي ريل نائب في البرلمان السويسري وهانري لوكلرك الرئيس الفخري للاتحاد الفرنسي لحقوق الإنسان وعدد من رؤساء البلديات الفرنسيين وآخرون... إنهم دعموا أهداف هذا التجمع ومنها توفير حماية عاجلة لأشرف من قبل الأمم المتحدة وأميركا والاتحاد الأوربي ورفع الحصار عن مخيم أشرف فورًا خاصة ضمان الوصول الحر لسكان المخيم إلى الخدمات الطبية وإجراء تحقيق دولي شامل مستقل ومحايد حول جريمة 8 نيسان (أبريل) 2011 في أشرف، معربين عن دعمهم للمبادرة الأوربية لحل قضية أشرف ورفضوا رفضًا قاطعًا نقل سكان أشرف في داخل العراق واعتبروه تمهيدًا لمجزرة جديدة بحق سكان المخيم. كما دعا المشرعون المجتمع الدولي إلى الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
لنتطرق إلى موضوع أشرف..

ما هو السبب وراء تصعيد القوات العراقية هجماتها على مخيم أشرف في هذا الوقت بالذات؟

ج – خلاصة القول إن الهجوم التي شن مؤخرًا على أشرف ناجم عن حالة النظام الإيراني المتهاوي ونجاحات المقاومة الإيرانية. وكما تعرفون أن النظام الإيراني كان ولا يزال ينوي القضاء على مجاهدي أشرف ولا يفوّت لنفسه أي فرصة لتنفيذ غاياته الشيطانية، ولكنه يخاف اليوم من مجاهدي خلق أكثر من أي وقت مضى. فخلال الحرب الأمريكية على العراق وبإطلاقه الوعود بالتعاون والمساعدة على إسقاط النظام العراقي السابق دفع النظام الإيراني كلاً من أميركا وبريطانيا إلى التعهد بالقضاء على مجاهدي خلق بالقصف المكثف لمعسكرات المقاومة الإيرانية الواقعة على أرض العراق، وطبعًا أسفرت عمليات القصف عن تدمير معسكرات وإمكانيات مجاهدي خلق واستشهاد عشرات منهم. وفي تموز (يوليو) عام 2004 وبعد حملة دولية واسعة أكدت أميركا الموقع القانوني لمجاهدي خلق باعتبارهم محميين بموجب اتفاقية جنيف الرابعة. وإضافة إلى ذلك وفي اتفاق وقعته القوات الأمريكية مع كل من سكان أشرف على انفراد تعهدت وتولت القوات الأمريكية المسؤولية عن حماية سكان أشرف مقابل استلام أسلحتهم أي نزع أسلحتهم من قبل القوات الأمريكية وذلك حتى حسم أمرهم نهائيًا.. فبذلك كانت أميركا تتولى حمايتهم حتى نهاية عام 2008. ولكن في عملية غير قانونية وغير أخلاقية وبانتهاك الاتفاق المذكور وخرق القوانين الدولية وبرغم كل تحذيرات المقاومة الإيرانية والبرلمانيين والمنظمات الدولية سلّمت القوات الأمريكية مهمة حماية أشرف إلى القوات العراقية. إن الوثائق التي نشرت مؤخرًا تظهر حقيقة بوضوح وهي أن أميركا وعندما كانت تسلّم مهمة حماية مجاهدي أشرف إلى العراق كانت مطلعة على النوايا الخبيثة لحكومة المالكي الخاضعة لنفوذ النظام الإيراني.
وفي يوم 28 شباط (فبراير) 2009 وبلهجة استعلائية طلب خامنئي زعيم نظام الملالي الديكتاتوري الحاكم في إيران خلال لقائه بالرئيس العراقي طالباني طلب من طالباني ونوري المالكي تنفيذ الاتفاق الثنائي على إخراج مجاهدي خلق من العراق. وتنفيذًا لهذه الاتفاقات شنت القوات المؤتمرة بإمرة المالكي في تموز (يوليو) عام 2009 هجومًا شرسًا على الأشرفيين أدى إلى استشهاد 11 من المجاهدين وإصابة 500 آخرين منهم بجروح الأمر الذي قوبل بإدانة واسعة على الصعيد الدولي وكذلك في داخل العراق من قبل القوى الوطنية والديمقراطية العراقية سواء من الأكراد والشيعة والسنة والعرب بحيث فشل المالكي في إنجاح خطته. ومنذ عام 2009 لم يسمح لمحامي المجاهدين والصحفيين والعوائل والبرلمانيين بدخول المخيم، كما استمر الحصار الطبي والعلاجي المفروض على أشرف والذي أسفر في الأشهر الأخيرة عن وفاة مريضين من مجاهدي خلق بسبب عدم تمكنهم من الوصول إلى الطبيب والدواء. وعندما وقف أشرف بوجه كل هذه القيود والمضايقات والجرائم اللاإنسانية وأفشل مؤامرات خامنئي، ففي الظروف الإقليمية الحالية وسقوط الأنظمة الديكتاتورية وفي الوقت الذي يهتف فيه أبناء الشعب الإيراني في الشوارع بشعار: «مبارك، بن علي، جاء دور سيد علي (خامنئي)، إن النظام الإيراني الذي يرى أن وجوده وبقاءه على السلطة لا يضمن إلا بالقضاء على أشرف مهما كان الثمن، قام و بواسطة رئيس الوزراء الصنيع له في العراق أي المالكي بارتكاب مجزرة بحق سكان أشرف ويعمل على إبادة جميع مجاهدي أشرف خوفًا من سقوطه. وحسب الوثائق المكشوفة في داخل النظام الإيراني فإن قادة النظام يقولون إن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية هلي القوة الدافعة والمحرك الرئيسي للانتفاضة الشعبية ضد النظام.

أكدت الأمم المتحدة أنه وفي يوم 8 نيسان (أبريل) 2011 ونتيجة هجوم القوات العراقية قتل 34 من سكان أشرف وأصيب عدد كبير منهم بجروح، ماذا جرى في ذلك اليوم في مخيم أشرف؟

ج – إن حادث يوم 8 نيسان (أبريل) 2011 في مخيم أشرف كان جريمة ضد الإنسانية ارتكبتها القوات العراقية. إن دراسة عدة وثائق ومستندات دامغة تظهر أن «المجزرة كانت مخططة ومنظمة». فقد كشفت المقاومة الإيرانية يوم 19 نيسان (أبريل) 2011 في مؤتمرين لها في باريس ولندن وثيقة هامة وعرضتها على وسائل الإعلام، وهي الوثيقة التي كشفت تخرصات وأكاذيب وأضاليل مدبري ومنفذي الهجوم على أشرف، وأظهرت مدى كذب وزيف ادعاء «تنفيذ الأحكام القضائية لإعادة أراضي شرف إلى أصحابها» وأثبتت أن هذا الادعاء لم يكن إلا ذريعة لإبادة سكان أشرف جماعيًا. خاصة أن ممثلي سكان أشرف كانوا قبل أيام من هذه المجزرة قد أبلغوا ممثلي الأمم المتحدة وممثلي الجيش الأمريكي في العراق بأنه إذا كانت هناك في الحقيقة قضية أو دعوى حقوقية وقانونية حول أراضي أشرف فهناك طرق سلمية لحلها والنظر فيها. ولكن مقابل ذلك زج المالكي2500 من قواته العسكرية المدججة بصنوف المدرعات والأسلحة الآلية بقيادة الفريق علي غيدان قائد القوات البرية العراقية في هجوم شرس على مخيم أشرف. إنهم قتلوا أكثر من 30 شخصًا خلال 6 ساعات وأصابوا أكثر من 350 آخرين منهم بجروح أصيب 225 منهم بإطلاق الرصاص الحي المباشر عليهم من مختلف أنواع الأسلحة. وبسبب الحصار الطبي المفروض على سكان المخيم وبالتالي عدم تمكينهم من الوصول إلى الخدمات الطبية استشهد عدد من الجرحى خلال الأيام والأسابيع اللاحقة. وهذه القوات لم تترك أية فعلة قاسية وإجرامية إلا وارتكبتها ضد سكان أشرف. إنهم دهسوا 22 من سكان المخيم بعجلاتهم المدرعة الثقيلة من نوع «همفي» (هومر) فقتلوا بذلك 4 من سكان المخيم وأصابوا 350 آخرين من سكان المخيم بالرصاص الحي المباشر أو بدهسهم بعربات «همفي» المدرعة 18 آخرين منهم بجروح بليغة أصبح أغلبهم معاقين.
وفي يوم 15 نيسان (أبريل) 2011 وبعد تفقد وفد الأمم المتحدة لجثامين الشهداء وأحوال الجرحى في أشرف، أعلنت السيدة نافي بيلاي المفوضة العليا للأمم المتحدة في حقوق الإنسان في بيانها: «إن التفاصيل الكاملة لما حدث بالضبط صباح يوم 8 أبريل/نيسان في مخيم أشرف مقر إقامة مجموعة منفية إيرانية مسماة بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية ما زالت تبدأ بالظهور فقط، لكن يبدو من المؤكد الآن أن ما لا يقل عن 34 شخصًا قتلوا في مخيم أشرف، من ضمنهم سبع نساء أو أكثر.. معظمهم أصيبوا بالرصاص ويبدو أن عددًا منهم قتلوا بالسحق حتى الموت نتيجة دهسهم بالعربات على ما يبدو». وإضافة إلى جريمة الإبادة الجماعية قامت القوات العراقية باحتلال ونهب أماكن وممتلكات لسكان أشرف يبلغ مجمل قيمتها أكثر من 9 ملايين دولار كخسائر لحقت بسكان أشرف. إنهم احتلوا حتى مقبرة سكان أشرف وخلافًا لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف لم يسمحوا لنا بدفن شهدائنا في المقبرة.

ما هو الواقع اليومي في أشرف؟ هل يستمر الحصار؟

ج- نعم، منذ عامين ونصف العام تم فرض حصار جائر لاإنساني على أشرف. ومنذ 17 شهرًا تقوم عناصر وزارة مخابرات النظام الإيراني وبمساعدة من القوات العراقية بتعذيب سكان أشرف نفسيًا على مدار الساعة وبواسطة مئات المكبرات للصوت. وبعد احتلال شمال أشرف تم وضع جانب منه تحت تصرف عناصر وزارة مخابرات النظام الإيراني لتقوم بمزيد من التعذيب النفسي لسكان أشرف بنصبها 60 مكبرة صوت. وبنصب مكبرات الصوت الستين هذه وصل عدد مكبرات الصوت الخاصة لتهديد وتعذيب سكان أشرف نفسيًا إلى 300 مكبرة صوت في أجنحة أشرف الأربعة.
أما الحصار الطبي فهو لا يزال مستمرًا. ففي يوم 11 حزيران (يونيو) 2011 وفي مستشفى ببغداد استشهد المجاهد «منصور حاجيان» عن عمر يبلغ 52 عامًا ومن جرحى يوم 8 نيسان (أبريل) 2011 بعد تحمله الألم والمعاناة لمدة شهرين وذلك بسبب الحصار اللاإنساني الجائر الطبي المفروض على أشرف ووضع لجنة قمع أشرف عراقيل أمام معالجته.
إنه وفي الوقت الذي كان قد أصيب بجروح يوم 8 نيسان (أبريل) 2011 نقل إلى بغداد بعد تأخير دام 24 ساعة.. وفي يوم 27 نيسان (أبريل) 2011 وفي الوقت الذي لم تكن فيه معالجته قد انتهت بعد حسب رأي الطبيب ولم تكن حالة الجريح قد استقرت أعادته القوات العراقية إلى أشرف. وبعد جهود مكثفة وتدخل ممثلي الأمم المتحدة تم في يوم 23 أيار (مايو) 2011 نقل منصور وجريحين آخرين إلى مستشفى في مدينة أربيل (إقليم كردستان العراق) للمعالجة، ولكن المسؤولين في الإقليم رفضوا السماح لهم بدخول المدينة وبعد أن باتوا داخل السيارة لمدة 24 ساعة تم إعادتهم في يوم 24 أيار (مايو) 2011 إلى مخيم أشرف. فتم نقل منصور يوم 2 حزيران (يونيو) 2011 على مضض إلى مستشفى في بغداد يفتقر إلى إمكانيات كافية لمعالجته فأخيرًا استشهد يوم 11 حزيران (يونيو) 2011 بسبب عدم الإمكانيات الكافية وحالات التأخير لمدد طويلة. هذا مثال من مئات الأمثلة الأخرى من المرضى والجرحى الذين يواجهون الحالة المماثلة. لماذا قال وزير خارجية العراق للسيد إستراون إستيفنسون رئيس هيئة العلاقات مع العراق في البرلمان الأوربي والذي كان يزور العراق رسميًا على رأس وفد من البرلمان الأوربي ضم 10 نواب إنه لا يمكن مناقشة زيارة مخيم أشرف؟ (البيان الصحفي الصادر عن وفد البرلمان الأوربي يوم 6 أيار - مايو- 2011)، ولماذا لم يسمح المالكي يوم 10 حزيران (يونيو) 2011 لوفد الكونغرس الأمريكي برئاسة النائب في الكونغرس دانا روهرا باكر رئيس لجنة مراقبة شؤون الحكومة بزيارة مخيم أشرف؟ (البيان الصحفي للسيد تد بو نائب في الكونغرس الأمريكي يوم 10 حزيران – يونيو - 2011).
لا شك في أنه وفي حالة زيارة الوفود المحايدة لأشرف سوف تتبين حقوق سكان أشرف وتطفو إلى السطح أسباب انتهاك المالكي هذه الحقوق وهو انتهاك ذهب فيه إلى ارتكاب مجزرة بحق سكان أشرف.

هل ترون أن النظام الإيراني وبحالته الراهنة قادر على البقاء على السلطة لأمد طويل؟ إلى متى يمكن له مواصلة السلطة بهذه الحالة الراهنة؟ هل من شأن الثورات العربية أن تفجر الثورة داخل إيران ضد نظام الحكم؟

ج- في ما يتعلق بهذا النظام يجب أخذ حقائق مهمة للغاية بالحسبان:
أولاً إن هذا النظام معزول بشدة لدى أوساط الشعب.. إذا أجريت انتخابات حقيقية فلن يحصل الملالي الحاكمون في إيران على حتى 3 بالمائة من أصوات الناخبين ولهذا السبب يتهربون دومًا من انتخابات حرة وهي ما دعونا إليه منذ البداية على أن يتم إجراؤه تحت إشراف الأمم المتحدة.
ثانيًا إن هذا النظام استطاع البقاء على السلطة حتى الآن بفعل القمع الوحشي والإعدامات، فعلى سبيل المثال أعدم هذا النظام أكثر منم 120 ألفًا من المعارضين الذين يكاد يكون جميعهم من أعضاء وأنصار المقاومة الإيرانية، ويكفي أن يخفف هذا النظام مدى الخناق والاحتقان بقدر ضئيل جدًا حتى يتم كنسه برمته وبكل أجنحته وزمره على أيدي أبناء الشعب الإيراني. إننا نشرنا أسماء وصفات 20 ألفًا من هؤلاء الشهداء بكل تفاصيل استشهادهم.
ثالثًا إن تصدير الإرهاب أي ما يسميه النظام بـ «تصدير الثورة» أي تصدير التطرف الديني يمثل قاعدة ضرورية لبقاء النظام على السلطة. ويعتقد البعض أن كون النظام الإيراني نظامًا متماسكًا يحظى بقاعدة شعبية قوية داخل إيران هو الذي يدفعه إلى التدخل في المنطقة، فيما أن الواقع عكس ذلك تمامًا.
رابعًا إن الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية يريدان إسقاط هذا النظام وهما قادران على ذلك وخير دليل على ذلك تقديمهما 120 ألف شهيد والانتفاضات الشعبية الأخيرة في إيران وصمود ووقوف أشرف بالرغم من كل الظروف العصيبة للغاية. وفي هذا الإطار نفسه يتخذ النظام الإيراني موقفًا مزدوجًا وانتقائيًا من أحداث البلدان العربية وانتفاضات الشعوب العربية. فهو من جهة يخاف بشدة من امتداد رقعة هذه الاحتجاجات إلى إيران وبالتالي قام بتصعيد القمع بشكل غير مسبوق كونه يخاف بشدة من اشتداد حدة الانتفاضة في سورية واختلال التوازن الإقليمي على حسابه فلذلك يعمل جاهدًا على إنقاذ الحكومة السورية من السقوط بأية وسيلة كانت ومهما كان الثمن. ومن جهة أخرى يعمل النظام الإيراني استغلال الظروف الحالية المتمثلة في انتفاضات شعوب هذه البلدان لتحريك خلاياه النائمة في هذه البلدان. ولهذا السبب وجهت السيدة رجوي رسالة إلى المنتفضين في البلدان العربية بأن يبعدوا انتفاضاتهم من تدخلات الفاشية الدينية الحاكمة في إيران.

تتهم بعض الدول العربية إيران بالتدخل في شؤونها الداخلية، هل هذا الاتهام صحيح برأيكم؟ ما هو الأدلة على ذلك من وجهة نظركم؟

ج- طبعًا صحيح تمامًا أن النظام الإيراني يتدخل في شؤون الدول العربية.. وقد بدأت هذه التدخلات الإجرامية من العراق الشقيق الذي اتخذ منه النظام الإيراني ساحة لصولاته وجولاته ويريد أن يفصل العراق عن عمقه العربي وعن العالم العربي بحيث جعله الآن وجهًا بوجه العديد من الدول العربية. فعلى سبيل المثال قام المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس بكشف ونشر أسماء وصفات 32 ألف عميل عراقي يتقاضى الرواتب من نظام الملالي الحاكم في إيران بكشف ونشر أرقامهم الرمزية أو شفراتهم الخاصة لدائرة الأفراد. وقد امتدت هذه التدخلات بذات الشدة وبقدر إمكانية ووسع النظام الإيراني إلى البحرين ثم لبنان والكويت واليمن والأردن ومصر وفلسطين وكل الدول العربية. إن المشاكل الكبرى التي يعاني منها العالم العربي اليوم مباشرة أو غير مباشرة تأتي نتيجة تدخلات النظام الإيراني وممارساته ونشاطاته في المنطقة. أما الواقع المؤسف فهو أن الدول العربية الشقيقة لم تكشف عن هذه التدخلات ولو بنسبة واحد من الألف فيما أن المقاومة الإيرانية ومنذ البداية وبفضل ما لديه من المعرفة التامة على الطبيعة الظلامية لهذا النظام قد نبهت إلى التدخل الهدام من قبل هذا النظام في شؤون الدول الأخرى مؤكدة أن هذا النظام لا يعرف إلا لغة القوة وأنه يعتبر أي تسامح ومساومة نوعًا من الضعف فيقوم بزيادة تدخلاته وأن نظام الملالي الحاكم في إيران قائم على عقلية التوسع ويعمل على إنشاء إمبراطورية إسلامية.
إن وزارة المخابرات وفيلق الحرس اللذين يستوليان على أوسع وأكبر شبكة اقتصادية في إيران يتدخلان في شؤون بلدان المنطقة خاصة البحرين تحت ذرائع وأغطية مختلـفة وعبر أوساط ثقافية والمكتبات والمؤتمرات وتأسيس المدارس الإسلامية وأمثال ذلك حتى عبر إقامة جلسات لقراءة القرآن والمسابقات القرآنية. فعلى ذلك يجب اعتبار كل ساحة يدخلها نظام الحكم القائم في إيران ملوثة بشرور ودنس «ولاية الفقيه» أي تدخلات النظام الإيراني الحتمية والأكيدة. وأعتقد أن أهالي البحرين لهم تجارب مرة للغاية من تدخلات هذا النظام في شؤونهم الداخلية.

ما هو انتظاركم من الدول العربية حيال قضايا إيران والمعارضة الإيرانية؟

ج – إن خميني منذ أن خطف ثورة الشعب الإيراني المناهضة للملكية أقام نظامًا فاشيًا متسترًا بغطاء الدين تحت عنوان «نظام حكم ولاية الفقيه» بطبيعته القمعية والعدوانية والتوسعية، أي قمع الشعب الإيراني والاعتداء خاصة على البلدان العربية والإسلامية في إطار أطماعه السلطوية التوسعية. إن هذا النظام لا يحترم أي شخص وأية دولة ولا يؤمن بحقوق لهما وإنما يسحق حقوق الآخرين. إن «الولي الفقيه» في هذا النظام قال في يوم 4 حزيران (يونيو) 2011 في خطاب علني له بأوضح وأجلى عبارات عن التدخل في دول المنطقة: «أينما توجد حركة إسلامية فهي حركة شعبية ونحن مع هذه الحركة ونقف بجانبها». يذكر أنه ومنذ 30 عامًا تعني وتساوي كلمات مثل «الإسلام» و«الشعب» في أدبيات هذا النظام، هي نظام ولاية الفقيه وليس إلا. ولسبب ذات الطبيعة اللاإنسانية والتوسعية التي يتسم بها نظام الحكم القائم في إيران فنحن والدول العربية نقف بعضنا بجانب البعض مصطفين في جبهة واحدة شاء أحد أم أبى.
اسمحوا لي بأن أخاطب هنا الإخوان المسؤولين في البلدان العربية والشباب المنتفضين في مختلف البلدان وجميع شعوب المنطقة لأقول لهم إن النظام الإيراني هو ألد عدو لديمقراطية دائمة وبعيدة عن الطائفية في هذه المنطقة من العالم.. إن الديمقراطية في العراق والبلدان العربية تمثل حبل مشنقة لهذا النظام.. إذًا فهناك حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى جبهة موحدة تضم الشعب الإيراني ودول المنطقة لتصدي الإرهاب ولنشر الديمقراطية.. إننا معًا وبجانب البعض نستطيع تقرير مصيرنا والانتصار على التطرف والديكتاتورية.. إن الطغاة سيرحلون بدءًا من خامنئي وليس انتهاءً إلى الأسد.. المستقبل لنا.