مراسيم تشييع الجثمان ومواراة الثرى للشقيقين السجينين السياسيين المعدومين يتحول إلى مظاهرة ضد النظام الإيراني

اصفهان الإيرانية
محمد فتحي وعبد الله فتحي شقيقان في 27 و29 من عمرهما أعدما شنقًا بتهمة «محاربة الله»!
تقرير خاص:
قام أهالي مدينة «شاهين شهر» في محافظة إصفهان وعشيرة «بختياري» بتشييع جثماني الشهيدين عبد الله فتحي ومحمد فتحي الشقيقين السياسيين المعدومين ومواراتهما الثرى. وفي هذه المراسيم التي تحولت إلى تحرك احتجاجي ضد نظام الملالي الديكتاتوري الحاكم في إيران حمل المواطنون الغاضبون جثماني محمد وعبد الله فتحي على أكتافهم وطبقًا لوصيتهما تم خلال هذه المراسيم بث أنشودة «يا صاح حان وقت القتال». وكانت تتقدم صفوف المشيعين سيارتان تحملان صورتين كبيرتين لشقيقي «فتحي» وكان المواطنون يلتحقون بصفوف المشيعين أفواجًا. وفي هذه المراسيم تم إطلاق عيارات نارية على الهواء احترامًا للشهيدين عبد الله ومحمد فتحي السجينين الذين أعدمهما نظام الملالي المجرم الحاكم في إيران.
وكانت «مهوش علاء سوندي» والدة عبد الله ومحمد فتحي تطلب من المواطنين الذين كانوا يبكون في رثائهما أن لا يبكوا، قائلة إنها تفتخر وتعتز بولديها اللذين أعدما على يد نظام الملالي الديكتاتوري الحاكم في إيران مؤكدة أنها قالت لولديها الباسلين أن يرفعا رأسيهما عند الإعدام وأن يستقبلا عود المشنقة بعيون مفتوحة.
وخوفًا من حشود الجماهير الغاضبة وكراهيتها للنظام لم تتجرأ قوات النظام القمعية على الاقتراب من الموقع بل كانت تنظر إلى المشهد عن بعد. وتفيد التقارير أنه وبعد انتهاء المراسيم استدعت أجهزة القمع التابعة للنظام الوالدة الباسلة والجريئة للشهيدين محمد وعبد الله فتحي واعتقلتها ولم تتوفر بعد معلومات عن تفاصيل ذلك.
وأصدرت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس بيانًا بتاريخ 18 أيار (مايو) 2011 حول إعدام السجينين السياسيين الشقيقين محمد فتحي وعبد الله فتحي في مدينة إصفهان (وسط إيران) جاء فيه:
«في جريمة مروعة قام نظام ”ولاية الفقيه” الإجرامي يوم الثلاثاء الماضي 17 أيار (مايو) 2011 بإعدام شقيقين يدعيان محمد فتحي وعبد الله فتحي بالغين من عمرهما 27 و29 عامًا شنقًا في سجن «دستجرد» بمدينة إصفهان (وسط إيران) بتهمة ”محاربة الله”! المختلقة من قبل الملالي الحاكمين في إيران». واتهم الجلادون في السلطة القضائية في النظام الإيراني هذين السجينين السياسيين بـ «محاربة الله»! عبر السطو وإنشاء مجموعة خارجة على القانون ضد نظام الجمهورية الإسلامية.. إن هذين السجينين السياسيين اللذين يكون والدهما وخالهما من السجناء السياسيين في ثمانينات القرن الماضي، اعتقلا في شهر نيسان (أبريل) 2010 وكانا خاضعين للتعذيب طيلة عام مضى. وقال والدهم: «لقد فعلوا بهذين الابنين لي ما فعلوه بأولئك الذين أعدموا بتهمة زيارة أشرف في العراق». وقالت أمهما: «لا تزال آثار التعذيب باقية على جسديهما.. وعند اعتقالهما لأول مرة هددوهما حتى بالاعتداء والإيذاء الجنسيين... كما كانت عروسي قدمت الشكوى للادعاء العام العسكري بمدينة إصفهان بسبب تعرض زوجها للتعذيب... ولكنهم وبدلاً عن استجابة طلب عروسي نقلوها إلى غرفة التحقيق وهددوها».. وقام المواطنون والشبان في مدينة إصفهان والذين كانوا على علم منذ الليلة السابقة باحتمال تنفيذ عمليتي الإعدام الإجراميتين بتنظيم تجمع صباح الثلاثاء أمام السجن لمنع إعدام الشابين. ولكن الجلادين ولغرض تفريق المواطنين قالوا لهم كذبًا إنهم لن ينفذوا الحكم».
وفي رسالة لها قالت والدة الشقيقين المعدومين: «عندما وقفت في اللقاء الأخير أمام ابنيّ الاثنين قلت لهما ارفعا رأسيكما وموتا بعيون مفتوحة وانظروا إلى عيني الشخص الذي يلقي حبل المشنقة على عنقيكما». وأضافت السيدة مهفش علاسفندي والدة محمد وعبد الله فتحي تقول: «إذا كان ابناي قد ماتا مرة واحدة فإن قتلتهما ومعذبيهما والمسؤولين عن هذا الملف سوف يموتون مائة مرة يوميًا... لن يهدأ لهم البال خاصة كل من رحيمي وبهرامي والعقيد حسين زاده وحبيب اللهي المدعي العام في إصفهان».
وقالت خطابًا لجلادي النظام الذين منعوها من الوداع الأخير بين الأم وولديها: «ولداي طلبا أن يفكوا القيد عن أيديهما لكي يعانقاني للحظة واحدة، قالوا لهما: لا يمكن ذلك.. أين في العالم لا يستجيبون الطلب الأخير للمحكوم بالإعدام؟! قال ابني فكوا قيدي لأني أريد أن أعانق أمي.. لم يفعلوا ذلك وقالوا هذا ينافي القانون.. وقالوا لولديّ: لاحظا ما أحسن بلد لنا من حيث تنفيذ القانون! قلت إني أعانقكما وأحتضنكما كما كنت أحتضنكما منذ طفولتكما وحتى الآن». وفي جانب آخر من رسالتها قالت الأم الثكلى : «بعد أن قتلوا ولديّ الاثنين.. وعندما خرجت سيارة الإسعاف المحملة بجثتيهما رأيت أن الرجال المسلحين كانوا يخافون من ا لشبان والمواطنين العزّل الذين كانوا قد احتشدوا هناك ودموعهم تنهمر.. إني رأيت هذا الخوف والجبن في عيونهم.. أطلب منكم أن تشعلوا شموعًا عند إحياء ذكرى ولديّ الاثنين أملاً في حصول عالم لا يوجد في أي مكان فيه السجن ولا الإعدام».
وفي رسالة له قال والد شقيقي «فتحي»: «إن نظام الجهل والجريمة وبإعدامه ولديّ الاثنين لا يمكن له التهرب من مصيره الأكيد». وأضاف يقول: «إن جمهورية الجهل والجريمة التي ترى أنه لا يمكن لها المضي في سلطتها المشينة إلا باستمرارها في الإرهاب والترويع قامت بتسليم جثتي الشقيقين إلى والدتهما في حال كانت بعد على الجثتين آثار للحياة متغافلة عن أن هكذا جرائم لن تنقذها من مصيرها المذل الأكيد ومصير نظامها». وفي جانب آخر من رسالته أضاف هذا الوالد الثكلان يقول: «إني وبقلب محزون وعيون دامعة أعتبر الحكم بإعدام ولديّ الاثنين مشتبهًا فيه، إذن أرفع الدعوى على مصدري هذين الحكمين الجائرين والمصادقين عليهما إلى الشعب الإيراني وإلى الأجهزة الدولية المختصة».
هذا وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانًا بهذا الصدد دانت فيه إعدام السجينين السياسيين محمد وعبد الله فتحي على أيدي جلادي النظام الإيراني قائلة: «إن هذين المواطنين الإيرانيين أعدما وسط شكوك كثيرة جدًا في ما يتعلق بعدم مراعاة حقوقهما». فقال مايك تونر الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية في هذا البيان: «إن النظام الإيراني لا يزال ينفذ الملفات القضائية والمحاكمات والاتهامات بدون الشفافية والالتزام بنظام القضاء في الحقوق المدنية والسياسية المدرجة في الميثاق الدولي.. إن الولايات المتحدة الأمريكية تدعو إيران إلى التوقف عن الإعدامات وإلى إطلاق سراح السجناء السياسيين مؤكدة أن على النظام الإيراني أن يضمن الإمكانية لجميع المواطنين الإيرانيين لممارسة كامل حقوقهم الإنسانية طبقًا لالتزاماته الدولية».